إسرائيل هي قبل كل شيء
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- لو فتحت إسرائيل أبوابها أمام اللاجئين مثلما فعلت أغلبية دول أوروبا لما كانت إسرائيل. لو بذلت كل ما في وسعها لاستيعاب لاجئين غير يهود، بإنسانية ومن دون تحفظات، كما يفعل معظم الدول الأوروبية، حالياً، لكانت وقفت ضد الـ DNA الخاص بها. لذا، لا فائدة من رمي التهمة على هذا الطرف أو ذاك، أيلييت شاكيد، أو نفتالي بينت - كل الحكومة تتصرف بهذا الشكل. هذه طبيعة موروثة في جيناتنا. كراهية الأغراب والتعالي على سائر الشعوب نرضعه مع حليب أمهاتنا. لذا، لا تتوقعوا أن تتصرف إسرائيل بطريقة مختلفة حيال حرب ليست حربها. ولذلك، لا يمكن أن نتوقع أن تتصرف إسرائيل بإنسانية من دون أن تكون انتقائية. دولة تتصرف بهذه الطريقة ليست دولة إسرائيل.
- ما يحدث الآن في إسرائيل هو نتيجة أعوام من التلقين العقائدي. اسم اللعبة الأنانية. كل شيء يُقاس فقط إذا كان جيداً لإسرائيل، ولا يوجد اعتبار آخر. ومثل هذه الأسطوانة لا يمكن تغييرها بسبب حرب واحدة في أوكرانيا. الدولة التي أحاطت نفسها بأسوار مادية كما لم تفعل أي دولة أُخرى، وبأسوار قومية ودينية، لا تستطيع فتح أبوابها بين ليلة وضحاها. الأسوار المخيفة التي شيدناها حولنا لم تكن كلها أسواراً أمنية، جزء منها كان أسواراً ضد الرأفة، مثل الأسلاك الشائكة الكثيفة على الحدود مع مصر، وجزء منها كان أسواراً ضد الاختلاط. والجدار الطيب والجدار السيئ كان لهما أيضاً دور في الدفاع ضد التهديد الديموغرافي. هذه الأسوار لا يمكن تفكيكها الآن.
- العبارة الأساسية للإسرائيليين هي: لا يمكن المقارنة. لا يمكن مقارنة إسرائيل مع أي دولة أُخرى. وهذا الإعفاء الرهيب الذي فرضناه على أنفسنا، أعفانا من الإنسانية والرحمة، ومن التعاطف، ومن التماهي مع المجتمع الدولي والانصياع له. إسرائيل هي شيء آخر. كل العالم قادر، ومُجبر على استيعاب اللاجئين، فقط إسرائيل غير مُجبرة، لماذا؟ لأن لا مجال للمقارنة، ولأنها حالة خاصة. الكلمات الأساسية: المحرقة؛ الشعب المختار؛ خطر الإبادة. الله بذاته قال لنا إننا الشعب المختار. أي طفل في صف الروضة يستطيع أن يقول لكم ذلك. فماذا تتوقعون؟
- عندما نعلّم الأجيال على الغطرسة، لا يمكننا سوى أن نغلق الأبواب في وجه اللاجئين. وعندما نتلو الأناشيد التي تتحدث عن فرادة الشعب اليهودي بين كل الشعوب طوال أعوام، وعن تفوّقه الأخلاقي السامي، لا يمكن أن نتعامل مع لاجىء يهودي أو غير يهودي على قدم المساواة. الانتقائية في دمنا. التعالي في دمنا. أبناء الشعب المختار يستطيعون فقط استيعاب أبناء الشعب المختار. غريب ألّا يفهم الجميع ذلك.
- صحيح أن هناك مشاعر تعاطُف ومساعدة ورأفة في إسرائيل أيضاً. لكن هذا دائماً من عمل أفراد وجمعيات ومنظمات. وهؤلاء بصورة عامة ظلوا في مجالات مريحة: جمع ملابس لا نحتاج إليها، وتقديم ألعاب، وحتى إنشاء مستشفى ميداني مع كثير من الضوضاء والعلاقات العامة على الحدود مع غزة، بعد أن قتلنا هناك مئات الأولاد.
- تواصل الدولة المحافظة على عدم تلوث الدم المقدس. وإسرائيليون قلائل جداً يرضون بالسير ضد التيار، والمخاطرة، ودفع ثمن شخصي لتغيير ذلك. المبررات موجودة دائماً: الفلسطينيون يريدون تدميرنا، وأوكرانيا ليست دولة على حدودنا، وسورية التي تنزف هي دولة على حدودنا، لكنها دولة معادية، فماذا تتوقعون. السودانيون خطر ديموغرافي، الأوكرانيون يهددون بأن يصبحوا كذلك. وراء هذا كله، تختبىء الافتراضات الأساسية للصهيونية: نحن شعب يعيش بمفرده، وبعد المحرقة النازية، مسموح لنا كل شيء، ومن غير المسموح لأحد أن يعظنا، إسرائيل فوق الجميع، الدولة اليهودية قبل كل شيء.
الكلمات المفتاحية