على الرغم من السرية: إسرائيل تخاطر كثيراً في المواجهة مع إيران
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف
  • تدمير المسيّرات الإيرانية في قاعدتها الأم في إيران في الشهر الماضي، والمنسوب إلى إسرائيل، كان نجاحاً باهراً لإسرائيل، بحسب التقديرات. وهو يدل، مثل حوادث سابقة، على القدرة الاستخباراتية والعملانية العالية للموساد، بالتعاون مع الجيش الإسرائيلي، والتي تسمح بهجمات محدودة على أهداف استراتيجية في إيران.
  • وبعكس الماضي، ظل هذا الهجوم سرّياً قرابة الشهر، إلى أن كشفت عنه أمس صحيفة "هآرتس" (بعد نشر تلميحات بشأنه في مطلع الأسبوع في وسائل إعلامية لبنانية). من المحتمل أنه لم يكن من السهل على الإيرانيين الاعتراف بأنهم تعرضوا للاختراق مجدداً وهوجموا، ومن المحتمل أنهم طلبوا إخفاء حجم الضرر الذي تعرّض له الموقع السري في كرمنشاه - بضع مئات من المسيّرات من أنواع مختلفة جرى تدميرها على الأرض- أو أنهم أرادوا الرد أولاً كما حاولوا أن يفعلوا في مطلع الأسبوع عندما أطلقوا مسيّرات نحو منشأة في كردستان، بحجة أنها تابعة للموساد.
  • على أي حال، يدل تعاقُب الأحداث مجدداً على أن الحرب بين إسرائيل وإيران أصبحت أكثر عنفاً وعلنية من السابق. صحيح أن إسرائيل تحافظ على السرية (في التنفيذ، وفي تحمُّل المسؤولية)، عندما تتحرك على الأراضي الإيرانية، لكن يبدو أنها مستعدة للمخاطرة أكثر من الماضي من أجل عرقلة القدرة العملانية للإيرانيين وردعهم.
  • وهذه سياسة ذكية من المتوقع أن تزداد بعد توقيع الاتفاق النووي من جديد. بموجب الاتفاق، ستُمنع إسرائيل من العمل ضد منشآت تخصيب اليورانيوم، لكنها ستكون حرة في العمل ضد كل شيء آخر يشكل خطراً عليها: منظومة الصواريخ الإيرانية، ومنظومة الطائرات من دون طيار، وعمليات فيلق القدس الإرهابية، وطبعاً، ضد أي مكون في البرنامج النووي لا علاقة له بعمليات التخصيب.

المعركة بين الحروب الخاصة بإيران

  • كل ذلك يفرض على الموساد مواصلة المحافظة على قدرة عملانية عالية في إيران، مثلما فعل في سلسلة عمليات نُسبت إليه في الأعوام الأخيرة، من سرقة الأرشيف النووي، مروراً بالهجمات على موقع التخصيب في نتانز وعلى معمل قريب لإنتاج أجهزة الطرد، وصولاً إلى اغتيال المسؤول عن البرنامج النووي محسن فخري زادة. ومن المعقول أن يزيد الإيرانيون، مستقبلاً، في تدابير الحماية حول المنشآت والأنشطة المختلفة، الأمر الذي سيفرض على إسرائيل أن تكون أكثر ابتكاراً وجرأة - بما في ذلك التعرض لردّ إيران أكثر من الماضي.
  • يبدو أن الإيرانيين موجودون في هذا المرمى وهجومهم على كردستان ليس الأول في نوعه، لكن تحمّلهم المسؤولية شكّل تحدياً، وهدفه ليس ردع إسرائيل فقط، بل أيضاً الأكراد. من المحتمل أن الإيرانيين يريدون تأسيس معركة بين الحروب خاصة بهم: تماماً مثلما حدث في هجمات سلاح الجو الإسرائيلي على سورية، إذ تحرص إسرائيل على تحميل المسؤولية، ليس فقط لإيران، بل للدولة المضيفة سورية، كذلك يريد الإيرانيون التلميح إلى الأكراد بأن تعاونهم مع إسرائيل يمكن أن يكبدهم أثماناً باهظة في المستقبل. من المهم رؤية ما إذا كانت إيران ستحصر رسالتها بكردستان وحدها، أم ستوسعها لتشمل دولاً أُخرى تتعاون مع إسرائيل، بينها الإمارات والبحرين.

حلّ إزاء حزب الله ولو كان الثمن مواجهة

  • هذه الحرب المتصاعدة تفرض على إسرائيل إجراء حسابات في قطاعات أُخرى. على الرغم من الهدوء على الجبهة اللبنانية، فإن التحدي الذي يطرحه حزب الله على الجيش الإسرائيلي عموماً، وسلاح الجو خصوصاً، يزداد بصورة كبيرة. الدليل على ذلك يمكن رؤيته في أسلوب الطلعات الجوية للطائرات الحربية الإسرائيلية في سماء لبنان، خوفاً من إصابتها بنيران الدفاعات الجوية لحزب الله، بذلك نجح الحزب، بصورة جزئية جداً، في عرقلة العمليات الإسرائيلية في الأجواء اللبنانية، وتحصين مكانته كمدافع عن لبنان - وهذه مسألة يتعين على إسرائيل أن تجد لها حلاً عملانياً، ولو كان الثمن مواجهة محدودة، قبل أن تترسخ وتؤثر في نشاطات أُخرى في المنطقة.