الحرب السرية ضد إيران
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- تخوض إسرائيل وإيران في الأعوام الأخيرة حرباً سرية، تتركز في هذه الأثناء على ساحتين: الطائرات من دون طيار (المسيّرات) والمجال السيبراني. رئيس الحكومة نفتالي بينت صاغ هدف هذه الحرب منذ كان يتولى منصب وزير الدفاع، إذ قال: "عندما تتعرض للضرب من أذرع الأخطبوط لا ترد فقط على الأذرع، بل اخنق الرأس... طوال أجيال، حاربنا أذرع الأخطبوط الإيراني في لبنان وسورية وغزة من دون كلل، ولم نركز بما فيه الكفاية على إضعاف إيران بحد ذاتها. الآن غيّرنا عقيدتنا، ونحن في معركة لا هوادة فيها لإضعاف رأس الأخطبوط الإيراني، سياسياً واستخباراتياً وعسكرياً، وأيضاً في مجالات أُخرى".
- منذ ذلك الحين، تقدم بينت ويواصل هذا الخط بقوة. وسجّل هذا الأسبوع تصعيداً إضافياً في المواجهة عندما هاجمت إيران بالصواريخ، انطلاقاً من أراضيها، ما وصفته بأنه قاعدة استخباراتية إسرائيلية سرية في كردستان. وجرى تبرير الهجوم بأنه رد على قصف مسيّرات إسرائيلية انطلقت من الإقليم الكردي في الشهر الماضي "وتسببت بضرر كبير"، بحسب قناة مقربة من إيران. قبل ذلك، قتل الجيش الإسرائيلي ضابطين من الحرس الثوري الإيراني في قصف بالقرب من دمشق. أمس، اتهم الطرفان بعضهما البعض بمحاولة الهجوم على المنشأة النووية في فوردو، وهجمات سيبرانية على منشآت حكومية في إسرائيل. تجري هذه الجولات العنيفة في ظل المفاوضات بين الدول الكبرى وإيران، والتقارب الأمني العلني بين إسرائيل ودول الخليج.
- في إسرائيل، لا يجري نقاش عام بشأن الأهداف وأساليب العمل ونتائج "المعركة بين الحروب" في سورية ولبنان وإيران. ومن وقت إلى آخر، تنشر وسائل الإعلام أشرطة فيديو عن القصف في سورية، منسوبة إلى إسرائيل، ويتباهى كبار المسؤولين في الجيش والحكومة، في مناسبات مختلفة، بالنشاط العملاني الواسع النطاق في الشمال والشرق، وبعدد الهجمات، وعدد القتلى والمسيّرات التي خسرها العدو. في الأسابيع الأخيرة، يستخدمون في إسرائيل المعركة بين الحروب لتبرير الموقف الحيادي الإسرائيلي بين روسيا وأوكرانيا، وذلك على عكس موقف الحكومات الغربية المؤيد لكييف، بحجة أن فلاديمير بوتين يسمح لسلاح الجو بالعمل في سورية، ويمكن أن يندم ويعرقل.
- الغموض الرسمي تفرضه الرقابة العسكرية التي تمنع النقاش العام، ولا تسمح بالحديث عن كيفية اتخاذ القرارات المتعلقة بالمعركة بين الحروب، ولا عن بدائل من الصدام العنيف، هذا إذا فُحص عموماً.
- يجب عدم الاستخفاف بالتهديدات من طهران: فقد يستيقظ الجمهور الإسرائيلي ذات يوم على مواجهة علنية وعنيفة من دون أن يعرف لماذا نقاتل فعلياً وماذا يجري هنا. ولا تكفي خطابات بينت عن الأخطبوط وأذرعته. يتعين عليه أن يشرح للمواطنين الإسرائيليين ما هي أهداف الحرب ضد إيران، وهل تبادُل القصف والمعارك السيبرانية ضروريان لأمن الدولة، وكيف يمكن، في رأيه، الحؤول دون حدوث تصعيد واسع. مثل هذا النقاش ضروري في دولة ديمقراطية.