تطبيع حقيقي وعلني للعلاقات الآن
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

 

  • بعد مرور نحو 15 عاماً على زيارة الرئيس الراحل شمعون بيرس إلى أنقرة، يزور رئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ (يوم الأربعاء) العاصمة التركية، بهدف ترميم العلاقات مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان. ومع الأخذ في الحسبان منظومة العلاقات المعقدة طوال العقد الأخير، فإن زيارة هرتسوغ التاريخية ترمز إلى بداية مرحلة جديدة في العلاقات.
  • بخلاف ما جرى في الماضي، فإن طلب ترميم العلاقات جاء من الجانب التركي تحديداً. وهنا يُطرح السؤال: ما الذي جرى للرئيس أردوغان، الذي مواقفه الانتقادية لإسرائيل ليست سراً، كي يتقرب من القدس؟
  • في ظل التآكل المستمر في قيمة الليرة التركية وغياب مستثمرين أجانب، اضطرت أنقرة إلى تطبيع علاقاتها مع الإمارات في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. وسارعت الإمارات، حينها، بعد أن انتبهت إلى ضعف أنقرة الاقتصادي، إلى إعلانها استثمار مبلغ 10 مليارات دولار في الاقتصاد التركي. وبهذه الطريقة، حصلت أبو ظبي، عملياً، على التحول في السياسة الخارجية التركية إزاءها-وطلبت من أنقرة التخلي عن سياستها الخارجية المضادة التي تتعارض مع روحية اتفاقات أبراهام. بالإضافة إلى ذلك، فإن ترميم العلاقات مع الولايات المتحدة والحصول على الغاز الطبيعي من منصات الغاز في المياه الاقتصادية الخالصة لإسرائيل على حساب اليونان وقبرص-هما مؤشران بارزان يفسران التحول الذي قام به الرئيس التركي حيال إسرائيل.
  • في الأسابيع الأخيرة، صُدمت أنقرة بالغزو الروسي لأوكرانيا، شأنها شأن الدول الأُخرى، وتذكرت فجأة أهمية حلف الناتو الذي قللت من شأنه طوال العقد الماضي. ويبدو أن الحرب في أوكرانيا ستعيد أنقرة إلى السياسة الخارجية التقليدية الموالية للغرب، والتي شهدناها خلال الحرب الباردة.
  • في ضوء كل هذه الأسباب المذكورة أعلاه، هذه هي المرة الأولى في تاريخ العلاقات الثنائية التي يكون لإسرائيل اليد الطولى فيها. بناءً على ذلك، يتعين على القدس استغلال الزخم وعدم التنازل عن مبادئ أساسية، مثل المطالبة بطرد حركة "حماس" من الأراضي التركية؛ كما عليها أن توضح لأردوغان أن إسرائيل تتابع، عن قُرب، الخطاب العام العدائي والمعادي للسامية ولإسرائيل في تركيا، وأن أي محاولة لنزع الشرعية عن إسرائيل ستُلحق ضرراً خطِراً بالثقة بين الدولتين.
  • بعكس الماضي، النضال الإسرائيلي يجب أن يركز، تحديداً، على وعي الجمهور التركي، وأن يخلق تواصلاً مباشراً طبيعياً بين الشعبين. وبالإضافة إلى أحداث، مثل الحفلات الموسيقية التي تنظمها الأوركسترا الإسرائيلية، يجب التركيز أيضاً على أحداث عامة يشارك فيها رجال دين ومنظمات غير حكومية، وأيضاً فرق كرة السلة وكرة القدم.
  • وكي تتمكن القدس من تحقيق هذا الهدف، يتعين على الحكم في إسرائيل تغيير الأسطوانة كما يفعل الرئيس هرتسوغ اليوم، والتخلي عن الأسلوب التقليدي في التحرك من وراء الكواليس، والذي ميّز السياسة الخارجية إزاء الدول العربية طوال أعوام عديدة. من أجل تحقيق تطبيع حقيقي، فإن كل اتصال تُجريه إسرائيل مع الأتراك-على كل الأصعدة-يجب أن يكون علنياً مع ظهور علم إسرائيل وتركيا أمام أعين الجمهور.
  • أيّ نوع من شبكة علاقات سرية، باستثناء العلاقة الاستخباراتية، سيُعتبر هدفاً ضد أنفسنا إذا أردنا التحدث بمصطلحات كرة القدم. من أجل المصالح الحيوية والأمنية لدولة إسرائيل، فإن تطبيع العلاقات مع أنقرة هو بالتأكيد أمر مطلوب، لكن كما يعرف الأتراك جيداً، من دون التنازل عن الكرامة الوطنية.