التهديد الجوي الجديد يضع سلاح الجو ومنظومة الدفاع الجوي أمام تحديات جديدة
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

  • حادثة تسلُّل مسيّرة حزب الله من لبنان إلى إسرائيل يوم الجمعة الماضي فتح خطاباً إعلامياً وعاماً واسع النطاق طمس الواقع ومنع تحليله بصورة رصينة. توقيت الحادثة، مباشرة بعد خطاب نصر الله عن حجم الصواريخ الدقيقة التي في حوزته، وبعد أسابيع من بدء الكشف عن انتشار منظومة حزب الله المضادة للصواريخ - اختاره حزب الله بدقة من أجل خدمة أهدافه الداخلية في لبنان، ولخلق معادلة جديدة في مواجهة دولة إسرائيل.
  • إن محاولة تقزيم الحدث وتسمية المسيّرة بـ"طائرة صغيرة" لا تخدمان الهدف والحاجة إلى فهم الواقع والاستعداد للآتي. حقيقة أن المسيّرة تسللت إلى المجال الجوي لدولة إسرائيل، وبقيت في نطاقه دقائق طويلة وعادت أدراجها من دون أن تصاب، بالإضافة إلى المحاولة الفاشلة لاعتراضها، كل ذلك يدل على فشل. وحده التحليل الدقيق غير المراوغ للحدث ونتائجه يضمن أننا في حوادث مستقبلية مشابهة سننجح في العمل بصورة أفضل. وانطلاقاً من معرفتي لقادة سلاح الجو ومنظومة الدفاع الجوي، ليس لديّ أدنى شك في أنهم سيحققون ويتعلمون من الحادثة، وسيبذلون كل ما في وسعهم كي يكونوا أفضل في الحادثة المقبلة.
  • من الخطأ تحليل وفحص حادثة يوم الجمعة الماضية كحادثة منفردة بحد ذاتها. إذ يمكننا أن نرى فيها توجهاً نحو بناء تهديد جوي له خصائص جديدة، ينضم إلى تهديد الصواريخ في العقد الأخير، والذي احتل مكانة مهمة في خريطة التهديدات التي تواجهها دولة إسرائيل. التهديد الجوي الجديد يحل محل المنصات الجوية التقليدية، وهو مركّب من منصات جوية صغيرة من الصعب تعقّبها، تحلّق على علو منخفض، وذات سرعة بطيئة وعالية، زهيدة الثمن، وسهلة الاستخدام، وتتطلب حداً أدنى على الصعيد اللوجستي، وهي سهلة الحركة والإخفاء. ولقد تحولت إلى "سلاح الجو" الجديد للتنظيمات الإرهابية وللدول في آن معاً.
  • نحن نشهد الاستخدام المستمر للمسيّرات والطائرات الصغيرة من دون طيار في كل ساحات المواجهة لدولة إسرائيل، في غزة وسورية ولبنان، وحتى من إيران. التهديد الجوي الجديد يضع أمام سلاح الجو ومنظومة الدفاع الجوي تحديات جديدة. أولها تحدي الكشف عنه - القدرة على كشف التهديد عند تسلُّله، وطبعاً تحدي اعتراضه - بعد كشف التهديد وتحديد هويته، ثم ضرورة التصدي له وتدميره، وذلك انطلاقاً من سلة حلول للاعتراض من الأرض، كما حدث في الحادثة المذكورة بواسطة القبة الحديدية. اختيار نقطة الاعتراض مهم لمنع التسبب بضرر بيئي محتمل بعد القيام بالاعتراض، وفيما يتعلق بجمع شظايا الهدف التي تُستخدم في أغراض التحقيق، أو لأهداف إعلامية.
  • في محاولة لتقزيم الحادثة، سمعنا في الأيام الأخيرة من عدد غير قليل من المحللين أن الضرر كان ضئيلاً جداً. لكن فحص الضرر يجب أن يكون في ضوء احتمال الضرر الناشىء على صعيد الوعي - ماذا يتعلم العدو، وكيف يستخدم الحادثة من أجل خدمة أغراضه. ربما ليس للتهديد الجوي الجديد تأثير جدي على موازين القوى، وليس لديه اليوم القدرة على إحداث ضرر كبير واستراتيجي.
  • هذه التهديدات الجديدة تميل إلى أن تصبح أشد قوة، مثل صواريخ القسّام التي كانت في البداية قادرة على حمل مواد ناسفة محدودة، ويبلغ مداها بضعة كيلومترات، وخلال عقد طورت "حماس" قدرة إنتاج منظمة لصواريخ وقذائف يبلغ مداها أكثر من 100 كيلومتر، وقادرة على حمل عشرات ومئات الكيلوغرامات من المواد الناسفة. إذا تجاهلنا التهديد الجوي الجديد، فسنواجه تهديداً متزايداً واسع النطاق في مختلف الساحات، ولديه قدرات كبيرة.
  • صحيح أننا نعمل كي نواجه، بفعالية، تهديد المسيّرات والطائرات الصغيرة من دون طيار، لكن في تقديري أن هذا يجري بصورة محدودة وغير كافية. المطلوب استعداد من نوع آخر قبل أن نستيقظ بعد وقت قصير على واقع مختلف، نشهد فيه استخدام عشرات الطائرات الصغيرة والمسيّرات في آن معاً ضد دولة إسرائيل.