الموضوع النووي والضغط في الموضوع الفلسطيني يمكنهما التأثير في العلاقات مع بايدن
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

  • منذ البداية، كان واضحاً أن العلاقات بين بايدن وإسرائيل لن تكون قريبة مثلما كانت في فترة ترامب، لكنها لن تكون سيئة كما كانت في فترة أوباما. وعلى الرغم من صداقة عمرها 40 عاماً بين نتنياهو وبايدن، فإن هذا الأخير فضّل الحكومة الجديدة عليه، إذ قدّر أنها ستكون أكثر تعاوناً من سابقتها وأكثر إصغاء للمصالح الأميركية.
  • قناة التواصل الأكثر أهمية على مستوى الوزراء كانت في مجال الأمن. وزير الدفاع بني غانتس ووزير الدفاع الأميركي لويد أوستين هما جنرالان سابقان يفكران في مصطلحات مشابهة. هذه القناة مهمة لضمان تقديم أوستين الاعتبارات الأمنية لدى تحديد سياسة الإدارة الأميركية حيال الموضوع النووي الإيراني، وضمان تزويد إسرائيل بسلاح وعتاد متقدم، ومواصلة التدريبات المشتركة، وتطوير الجزء العسكري والأمني من اتفاقات أبراهام.
  • في سنة 2016 وقّع أوباما ونتنياهو اتفاق مساعدة عسكرية لإسرائيل مدته عشرة أعوام، بحجم 3.8 مليارات دولار سنوياً. هذا المبلغ يجب أن يحظى بموافقة الكونغرس سنوياً. الجناح التقدمي في الحزب الديمقراطي، المعادي لإسرائيل، طلب من بايدن اشتراط تقديم المساعدة بتغيير علاقة إسرائيل بالفلسطينيين، لكن بايدن رفض ذلك. وعندما وافق بايدن على طلب إسرائيل تقديم مساعدة إضافية بحجم مليار دولار لتجديد مخزون المنظومة الاعتراضية القبة الحديدية، بعد تضاؤله عقب عملية "حارس الأسوار"، عارض التقدميون ذلك وأسقطوا البند من الميزانية.
  • التحدي الأصعب كان وسيبقى البرنامج النووي الإيراني. لقد بدأ الموقف الأميركي مع توقعات كبيرة، ثم تراجع إلى نتائج ضئيلة. بدأ بايدن مع اتفاق نووي جديد يكون أوسع وأبعد مدى وأكثر إحكاماً من الاتفاق الذي وقّعه أوباما في سنة 2015. لكن عندما بدأت المفاوضات غير المباشرة في فيينا بين الطرفين، وبعد إعلان إيران أنها لن تبحث في أي موضوع جديد، وطلبت قبل كل شيء رفع العقوبات المفروضة عليها، وافقت الإدارة الأميركية على العودة إلى اتفاق 2015 الذي انسحبت منه.
  • لقد أعلن بايدن أنه لن يعيد السفارة الأميركية من القدس إلى تل أبيب، لكنه يحاول إلغاء أهمية ذلك. ترامب اعترف أيضاً بالقدس عاصمة لإسرائيل، بينما يطالب بايدن بالسماح بفتح قنصلية أميركية للفلسطينيين في القدس الغربية [في الحقيقة هي في القدس الشرقية]. لا يوجد في أي عاصمة في العالم سفارة وقنصلية للولايات المتحدة في آن معاً. من هنا، فإن المطالبة بفتح قنصلية في القدس هي سياسية وتهدف إلى تقزيم وضع السفارة، والقول إن الولايات المتحدة في عهد بايدن لا تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
  • في المقابل، كان هناك اتفاق بين الولايات المتحدة وإسرائيل على ضرورة إضعاف "حماس" وتعزيز السلطة الفلسطينية. لكن ما قام به بايدن هو العكس تقريباً. فقد ضغط على محمود عباس لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية فلسطينية. وكانت الانتخابات أُجريت آخر مرة في سنة 2006، واعتقد بايدن أن انتخابات 2021 ستمنح حُكم عباس الشرعية. لم يتعلم بايدن شيئاً من فشل انتخابات 2006 التي أدت إلى فوز "حماس". وافق عباس، وعندما تبين له أن "حماس" ستفوز في هذه الانتخابات ألغاها.
  • بعد رئيسين متطرفين في مقاربتهما إزاء إسرائيل، أوباما المعارض وترامب المؤيد الكبير لها، يبدو أن العلاقات مع الولايات المتحدة عادت إلى مسارها الطبيعي. إن التعاون مع الولايات المتحدة حيوي لأمن إسرائيل وازدهارها، ويجب على الحكومة تطويره والمحافظة عليه.
  • سيكون على الحكومتين مواجهة تحديات معقدة، في الأساس مواجهة السباق الإيراني نحو سلاح نووي. اتفاق سيئ وعدم وجود تعويض مناسب لإسرائيل يمكنهما أن يخلقا توتراً. والضغوط في الموضوع الفلسطيني يمكن أن تعطي نتيجة معاكسة. اللامبالاة حيال اتفاقات أبراهام يمكن أن تعرّض الجبهة الإقليمية في مواجهة إيران للخطر. يتعين على إسرائيل إعداد الوسائل لمواجهة أي سيناريو في العلاقة بالولايات المتحدة، وخصوصاً الخطر منها.