التغيير في سورية هو أيضاً مصلحة إسرائيلية
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

  • مؤخراً، يزداد التوجه في الدول العربية إلى استئناف العلاقات الدبلوماسية مع نظام بشار الأسد في سورية، والتي قُطعت جرّاء الحرب الأهلية السورية.
  • في سنة 2011، وبعد عدم استجابة الرئيس الأسد لمطالبة الجامعة العربية بوقف سفك الدماء في بلاده، أعلنت الدول العربية، في معظمها، قطع علاقاتها مع السوريين. حالياً، أعلنت مصر والإمارات والأردن وتونس وعُمان والجزائر والعراق، علناً، رغبتها في استئناف العلاقات معهم، وأيضاً السلطة الفلسطينية انضمت إلى ذلك، من خلال الزيارة التي يقوم بها وفد برئاسة جبريل الرجوب في هذه الأيام إلى دمشق.
  • من المحتمل أن تكون النية عودة سورية إلى حضن العالم العربي. ومن المحتمل أن الهدف هو إيجاد آفاق تغري الأسد بالابتعاد عن إيران، ومن المحتمل أيضاً أن الدول العربية تدرك أن لا استقرار في الشرق الأوسط من دون سورية، وفي الحقيقة، كل هذه الاحتمالات صحيحة.
  • في ضوء التغيرات التي نشهدها في الشرق الأوسط- والهيمنة العدوانية الإيرانية والانقسام الداخلي العربي، تدرك الدول التي ترغب في استئناف العلاقة مع سورية أن الأسد في الوضع الحالي ليس هو المشكلة، بل هو الحل للمأساة في بلده. المفارقة أن العالم الغربي أدرك هو أيضاً هذا الوضع. عندما نشبت الحرب الأهلية السورية أعطت مصادر استخباراتية مهلة أسابيع، وحتى شهر، لإطاحة الأسد من الساحة السياسية. هذا لم يحدث، بل العكس، والأسد لا يزال في السلطة. يبدو أنه يعرف كيف يقرأ خريطة بلاده بصورة صحيحة، واعتماده على الروس والإيرانيين أنقذ حكمه...
  • في مواجهة الواقع، اليوم يُطرح السؤال: هل من الأفضل تعزيز التوجه المذكور أعلاه ومحاولة تحرير الأسد من القبضة الإيرانية؟ في رأيي، هذا يستحق المحاولة، ليس لإعطاء الرئيس السوري جائزة، بل من أجل الوصول إلى تغيير جوهري. في الماضي، قال لي نائب وزير الخارجية الروسي بوغدانوف إن موسكو مستعدة لأداء دور في التقريب بين إسرائيل وسورية، وإذا كان هناك طلب إسرائيلي، فإنه سيلقى آذاناً صاغية. إذا قررت إسرائيل السير في هذا المسار، فإن الهدف ليس إنقاذ حكم الرئيس الأسد، بل البدء بعملية إنعاش اقتصادية واجتماعية وسياسية في سورية، من خلال المحافظة على سلامة أراضيها.
  • يؤدي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي دوراً مركزياً في هذه المحاولة إزاء سورية. وضع إسرائيل القوي في المنطقة يسمح لها  باللعب بأوراق واستخدام أدوات ضغط لإحداث تغيير في سورية يؤدي إلى الاستقرار ويُبعد الإيرانيين. وهذه المهمة غير سهلة، لكنها ليست مستحيلة.