إيران هي التهديد المركزي الذي تواجهه إسرائيل حالياً
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

  • لكثرة ما تعودنا على أن إيران أصبحت العدو اللدود والأخطر على إسرائيل، لم نعد ننتبه تقريباً إلى مسألة تُلخَّص بكلمة: لماذا؟ يسأل كل إنسان عاقل نفسه: لماذا إيران معادية جداً لإسرائيل إلى حد التهديد بتدميرها؟ وما معنى تهديداتها واستعداداتها لضربنا؟ في الحقيقة، حتى سنة 1969 كانت إسرائيل تُعتبر حليفاً لإيران الملكية. وكان القاسم المشترك بينهما أنهما ليستا دولتين عربيتين. إسرائيل دولة يهودية وإيران دولة مسلمة شيعية، لكن غير عربية، وليس لديها حدود مشتركة معها. وعلى الرغم من وجود نظام ديني متشدد لأكثر من عقد من الزمن، فإن إيران لم تكن بحاجة إلى ذريعة لنزاع حاد ومتصاعد قبل حرب الصواريخ التي حلّقت فوق سماء الأردن والسعودية.
  • منطقياً، من الصعب فهم سبب هذا العداء الشديد. لكن عندما نتذكر كراهية ألمانيا النازية للشعب اليهودي ورغبتها في تدميره، يبدو من غير المفيد البحث عن تفسيرات غير ضرورية. ومثل الألمان، الشعب الإيراني - المعروف بأنه ليس متجانساً ومكوّناً من عدة شعوب تعيش في مناطق متعددة منحتهم الدولة إياها - يُعتبر شعباً متعلماً ومتنوراً. على الرغم من سيطرة الدين على الحياة اليومية في إيران منذ أيام الخميني، فإن إيران تُعتبر دولة متقدمة نسبياً في صورة العالم الإسلامي. لكن الإيرانيين يخضعون لنظام الملالي الذي يلجم أيّ تقدم أو أيّ ميل نحو الاندماج في الحضارة الغربية. نظام وضع هدفاً له، تطوير سلاح نووي وتعظيم مكانة إيران في المنطقة والعالم كله...
  • حالياً، تلعب إيران في ملعبين في آن معاً؛ الأول، المساعي الدبلوماسية السخيفة التي تجري في فيينا على أمل كبح جماح إيران وفرض قيود على تطويرها النووي الذي لا يوجد أخطر منه عندما يكون بين يدي أشخاص لا كوابح لهم، مثل الحكام في طهران؛ الملعب الثاني، عروض السلاح الضخمة والاستعراضات العسكرية في شوارع طهران، والتجارب المتقدمة التي أُجريت على السفن الحربية في المحيطات التي تحيط بها وفي صحرائها. مشهد إطلاق الصواريخ إلى الفضاء، أو إلى آلاف الكيلومترات، هدفه التلميح إلى الغرب "الكافر"، وإلى إسرائيل المكروهة: "انظروا لقد حذّرناكم".
  • منذ أعوام طويلة، أصبح الموضوع الإيراني مركزياً في دائرة التهديدات لإسرائيل. طبعاً، الجيش الإسرائيلي لا يقف موقف المتفرج، بل يستعد لمواجهة اليوم الذي لا مفر منه وتوجيه ضربة وقائية مستقلة. لكن يبدو أن هذا لن يمنع سقوط صواريخ إيرانية على الجبهة الداخلية الإسرائيلية والتسبب بقتل ودمار كبيرين، لكنه سيُنهي تهديداً وجودياً. في هذه الأُثناء، الاهتمام العام الموجّه نحو أوميكرون، المتحور الذي ينتشر ولا يعرف حدوداً، يحوّل الانتباه عن تهديد "غير راهن"، أي سلاح نووي في يد جنرالات إيرانيين متغطرسين.
  • بالإضافة إلى المناورات الخادعة التي تقوم بها إيران حيال محاوريها في فيينا، وخصوصاً الولايات المتحدة في عهد بايدن، وإلى جانب ألعاب الحرب التي يجب عدم الاستخفاف بها، تقوم إيران بنشر دعاية غوبلز السامة. على سبيل المثال، مؤخراً، أعلن الناطق بلسان الجيش أن: "تدمير إسرائيل، النظام الذي يحتل القدس، هو الهدف الأعلى الذي نضعه نصب أعيننا... عندما نقول إن النظام الصهيوني المزيف يجب أن يزول، هو سيزول بمشيئة الله، وسيحتفل عالم الإسلام بهذا اليوم". كما قال إن إسرائيل هي أداة في يد "الصهيونية العالمية" التي تتطلع إلى استعباد "رعايا الله"، أي المسلمين. أميركا هي "الشيطان الأكبر"، بينما دول الغرب، مثل فرنسا وبريطانيا، فهي "الشيطان الأصغر".
  • يُقال إن الكلب الذي ينبح لا يعض. ليست هذه هي الحال مع إيران الشيعية. يجب ألاّ نبقى غير مُبالين بالتهديد الوجودي الذي يواجهنا، وكفى أوهاماً ساذجة تنشرها المحادثات العبثية في فيينا.