هكذا يعمل الشاباك
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- أعلن مكتب المدعي العام في تل أبيب أول أمس تراجعه عن الاتهام الذي وجّهه قبل نصف عام ضد ثلاثة من ستة متهمين عرب من سكان يافا بالمشاركة في أعمال التنكيل التي تعرّض لها جندي إسرائيلي خلال عملية "حارس الأسوار". اثنان من المتهمين معتقلان منذ 4 أشهر، والثالث منذ 3 أشهر. وقد أثبتت الأدلة التي استندت إلى كاميرات المراقبة أن الثلاثة لم يكونوا موجودين البتة في الساحة. كذلك أُسقطت التهمة الموجهة إلى المتهم الرابع بالمشاركة في التنكيل. بعض المتهمين اعترف خلال التحقيقات بمشاركته، لكنه تراجع لاحقاً عن اعترافاته، بعد أن قدم محامو الدفاع أدلة عبر كاميرات المراقبة أثبتت عدم وجودهم في الساحة.
- مؤخراً كثّف الشاباك تدخّله في التحقيقات مع المدنيين. وهذه ليست المرة الأولى التي يحاكَم فيها فلسطينيون، وأيضاً مواطنون إسرائيليون عرب، بالاستناد إلى اعترافات حصل عليها الشاباك بواسطة العنف، ومن خلال أساليب تحقيق مريبة. ويمكن الجزم بأنه لولا أشرطة الفيديوهات لكان الأربعة دينوا وحُكم عليهم بالسجن أعواماً طويلة. هذه المرة الحظ ساعدهم.
- لكن التفكير فيما يجري في غرف تحقيق الشاباك، الذي يدفع مواطنين أبرياء إلى الاعتراف بأفعال لم يرتكبوها، يجب أن يطرد النوم من عيني كل مواطن، فكم بالأحرى مع النية والدعوة إلى إشراك الشاباك في محاربة الجريمة في البلدات العربية. الإدانات الكاذبة لا تشكل ظلماً لا يُغتفر فحسب، بل تؤدي أيضاً إلى بقاء مرتكبي الجرائم الحقيقيين طليقين وأحراراً. في مقابلة أجرتها "هآرتس" (4/11) حذّرت الخبيرة في علم الجريمة د. حاغيت لارنو من تطورات خطرة وعقوبات منفردة لليهود والعرب ضمن إطار محاربة الجريمة في المجتمع العربي. "الأزمة الحالية تعطي الشرطة صلاحيات مؤذية جداً.. وهذا الأمر يجب أن يُقلق الجميع". ينطبق هذا الكلام بصورة كبيرة على أساليب تحقيق الشاباك.
- مَن يعتدي على الجنود يجب محاكمته بالطبع، لكن يجب عدم دفع مواطنين أبرياء إلى الاعتراف بجرائم لم يرتكبوها. قضية التنكيل بالجندي في يافا يجب أن تشكل إشارة إنذار واضحة: يجب عدم توجيه التهم بأي ثمن، ويجب عدم تدخُّل الشاباك في محاربة الجريمة.
الكلمات المفتاحية