بعد الانقلاب في السودان، الولايات المتحدة: من السابق لأوانه معرفة كيف سيؤثر في العلاقات مع إسرائيل
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

قال الناطق بلسان الخارجية الأميركية نيد برايس (الاثنين) إن الانقلاب في السودان يفرض إعادة فحص تقدُّم اتفاق التطبيع بين السودان وإسرائيل، الموقّع السنة الماضية ضمن إطار اتفاقات أبراهام. لكنه أشار إلى أنه من السابق لأوانه معرفة ما سيجري في ضوء التطورات في هذه الدولة الأفريقية.

تجدر الإشارة إلى أن الانقلاب في السودان يأتي في توقيت غير مريح بالنسبة إلى التطبيع بينه وبين إسرائيل. فقد سجلت الدولتان مؤخراً حرارة في العلاقات بينهما وأجرتا اتصالات من أجل التحضير لحفل توقيع الاتفاق في واشنطن، والذي سيعلن السودان خلاله الانضمام إلى اتفاقات أبراهام رسمياً. وكان الأميركيون اقترحوا إقامة الحفل قبل أسبوعين، في أثناء زيارة وزير الخارجية يائير لبيد إلى واشنطن، لكن الجانب الإسرائيلي اعتقد أن التوقيت ليس مناسباً في ضوء التقارير والتوترات بين الجيش والحكومة السودانية. الأميركيون فكروا في إقامة الاحتفال الشهر المقبل، لكن يبدو أن الأحداث في السودان ستؤجل التوقيع، لكنها لن توقف استمرار العلاقات.

عبد الفتاح البرهان رئيس "المجلس السيادي السوداني"، والذي يقف وراء الانقلاب، هو من المؤيدين للدفع قدماً بالعلاقات مع إسرائيل، وسبق أن التقى رئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو في شباط/فبراير 2020. وكان موضوع التطبيع مع إسرائيل موضع خلاف بينه وبين رئيس الحكومة عبد الله حمدوك الذي يخضع حالياً للإقامة الجبرية هو ووزراؤه. الحمدوك سبق أن أوضح أنه لا يعارض التطبيع مع إسرائيل، لكنه يعتقد أن الوقت غير مناسب، وقد انضمت إليه وزيرة الخارجية مريم المهدي ووزير التجارة إبراهيم الشيخ.

لكن على الرغم من ذلك لم تؤثر هذه المعارضة في العلاقات الحارة بين الدولتين، والتي بلغت الذروة قبل أسبوعين، من خلال لقاء علني نادر في الإمارات بين وزير العدل السوداني ناصر الدين عبد الباري وبين وزير التعاون الإقليمي عيساوي فريج ووزير الأديان متان كهانا ونائب وزير الخارجية عيدان رول. وفي مطلع هذا الشهر زار وفد أمني سوداني إسرائيل سراً، وفي الأشهر الأخيرة زارت وفود أمنية إسرائيلية هذه الدولة الأفريقية.

بالاستناد إلى تقارير أجنبية، المسؤولان عن ملف العلاقات مع السودان هما الموساد ومجلس الأمن القومي. والجيش الإسرائيلي لا يتدخل في هذه الاتصالات من دون قرار من وزير الدفاع بني غانتس الذي يعتقد أنه ما دام السودان لم يطّبع علاقاته مع إسرائيل ولم يوقّع اتفاقاً معها يجب ألاّ يتدخل الجيش. وفي تقدير إسرائيل، الخلافات بين البرهان وبين حمدوك يمكن أن تعرقل تطبيع العلاقات.