المواجهة العنيفة بين عودة وبن غفير تدل على مناخ عام يطفح بالكراهية
تاريخ المقال
المصدر
- ڤيديو المواجهة التي دارت بين عضويْ الكنيست، أيمن عودة من القائمة المشتركة، وإيتمار بن غفير رئيس حزب "قوة يهودية" وعضو في كتلة الصهيونية الدينية، والذي انتشر على نطاق واسع، يشكل مرحلة أُخرى من تدهور الكنيست والمجتمع الإسرائيلي. جاء عودة إلى مستشفى كابلان لزيارة الأسير من "حماس" مقداد القواسمة المُضرب عن الطعام احتجاجاً على اعتقاله من دون محاكمة. وحضر بن غفير للاعتراض على زيارات أعضاء الكنيست العرب للأسير، وضد إدخاله إلى المستشفى. حتى الآن، كل ذلك يدخل في نطاق مهماتهما.
- لكن اللقاء بين عودة وبين بن غفير انفجر خلال ثوان. بن غفير وصف عودة بـ"المخرب" وبالـ"مؤيد للإرهاب"، وعودة رد "اذهب من هنا". صرخ غفير "هذا وطننا ونحن أصحاب البيت، من أنت كي تمنعني من الدخول إلى غرفة القواسمة". حينها رفع عودة صوته ووصف بن غفير بـ"الإرهابي الصغير"، وبدأ العراك بالأيدي والتدافع بينهما.
- تواصل الشجار العنيف والمقيت على تويتر. فغرّد عودة: "الإرهابي المُدان بن غفير حاول المس بالمريض ومنعته. الكهانية لن تمر". بن غفير صب الزيت على النار، فكتب: "جئت إلى مستشفى كابلان لأفهم لماذا يعامَل الإرهابي القواسمة معاملة الملوك، وكيف بعد مرور 90 يوماً لم يمت. ومَن الذي جاء للدفاع عنه ومهاجمتي، طبعاً أيمن عودة. لا تخافوا ضربت بضربة واحدة إرهابيَّيْن".
- يجب إدانة هذا المشهد المخزي الذي انزلق إلى شجار حقيقي، لكن من الأفضل أن نفهم أن هذا الحادث لم يحدث في فضاء فارغ. فالجو العام ممتلئ بأبخرة وقود الكراهية والغرائز. المجتمع الإسرائيلي مريض والكنيست صورة له.
- من حق عودة التحقق من ظروف اعتقال الأسرى ومكوثهم في المستشفى، وخصوصاً إذا كان المقصود شخصاً لم يُحاكَم ومضرِباً عن الطعام. وهذا لا يحوله إلى مؤيد للإرهاب، أو إلى إرهابي. لكن من المؤسف أنه لم يحافظ على ضبط النفس. في المقابل، بن غفير فعل ما يتقن فعله منذ ثلاثة عقود: خلق الاستفزازات، والتحريض، ونشر العقيدة العنصرية لأستاذه وحاخامه مئير كهانا. وهو يتحدى الديمقراطية الإسرائيلية منذ أعوام.
- بن غفير هو الشخص الذي اقتلع الشعار من سيارة رئيس الحكومة يتسحاق رابين في ذروة التظاهرات ضد اتفاقات أوسلو. وعندما سأله صحافي هل من الممكن مهاجمة سيارة رئيس الحكومة والتنقل بحرية، أجاب وهو لا يزال يمسك بالشعار: "كما وصلنا إلى الشعار سنصل إلى رابين... عندما يقوم رئيس الحكومة بأعمال خطِرة نحن نعتقد أنه يمكننا القيام بأفعال خطِرة ضده". هذه كلمات يجب ألّا ننساها.
- خلال الفترة الماضية، ومنذ أنهى بن غفير انتقاله من الهوامش المتطرفة إلى قلب المؤسسة السياسية الإسرائيلية، أجزاء كبيرة من اليمين الإسرائيلي تحتضنه. يكفي أن نسمع قبل أيام خطاب رئيس قائمته بتسلئيل سموتريتش كي ندرك ونتأسف لما جرى للصهيونية الدينية. من على منبر الكنيست تحدى سموتريتش أعضاء الكنيست من القائمة المشتركة وممثلي الجمهور العربي في إسرائيل وقال لهم: "أنتم هنا عن طريق الخطأ، من المؤسف أن بن غوريون لم يُنهِ العمل ولم يرمِكم في سنة 1948". هذا كلام عنيف وعنصري يقوّض وثيقة الاستقلال والروح الصهيونية، من هرتسل وحتى الحاخام تسفي هيرش، ومن بن غوريون وحتى جابوتسنكي.
- يتعين على الوزيرة أيلييت شاكيد أن تغلق عينيها وأذنيها بقوة عندما تقول إنها تشعر بالاشمئزاز لدى سماعها كلام لبيد وهوروفيتس وإدانتهما زعماء أجّجوا الأجواء وتسببوا بمقتل رابين. إن محاولة طمس ذكرى اغتيال رابين ونزع الشرعية عن اليسار وعن ممثلي المجتمع العربي هي التي يجب أن تثير الغضب أكثر بكثير.
الكلمات المفتاحية