هناك أهمية استراتيجية لتجنُّد الحكومة الإسرائيلية من أجل تعزيز الاستيطان في الجولان
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف
  • تعهد رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت، الأسبوع الفائت، بأن يتصدر هدف وطني يتمثل في مضاعفة الاستيطان في الجولان في الأعوام القريبة المقبلة جدول أعمال حكومته. وذكر أن الحكومة ستعقد بعد ستة أسابيع جلسة خاصة في الجولان كي تقر وتمول خطة ستتضمن توسيعاً كبيراً لـ[مستوطنة] كتسرين عاصمة الجولان، وتوسيع كل المستوطنات في المنطقة، وإقامة مستوطنتين جديدتين.
  • إن الاستيطان في الجولان في عامه الـ55، وهذه هي أول مرة تبادر حكومة إسرائيل إلى مثل هذه الخطوة. وتكمن قوة الاستيطان في الجولان في أنه نشأ من الأسفل منذ بدايته، أي من الميدان، لا من الحكومة التي كانت في أفضل الأحوال تستجيب للمبادرات ولا تعرقلها، ولعلها ساعدت قليلاً. وفي ذلك قوة عظيمة وجدت تعبيراً لها في مناعة المستوطنات، وقدرة الصمود أمام تحديات وتهديدات سياسية خارجية وداخلية، وفي القدرة على إبراز زعامة قادت صراعات وطنية من أجل الجولان، مثل الصراع الذي أدى إلى فرض سيادة إسرائيل على الجولان قبل 40 عاماً.
  • لكن لا بد من القول إنه إلى جانب مواضع القوة الكامنة في نمو الاستيطان من الأسفل ثمة ضعف واضح، وهو الحقيقة المؤسفة في عدم نجاح الاستيطان اليهودي في الجولان في اجتياز حاجز الـ30.000 مستوطن. ولهذا أسباب موضوعية، مثل بُعد المسافة عن وسط البلد والمدن الكبرى، إلى جانب ميل الإسرائيليين إلى الاكتظاظ في الوسط. لكن هذا التحدي يفترض جهداً خاصاً وتغييراً: وقوف الدولة من أجل التخطيط والتنفيذ لزخم الاستيطان.
  • ليس المقصود بناء الاستيطان من الآن فصاعداً من فوق، أي من طرف الحكومة وموظفيها، فلا بديل من الإبداع والطلائعية وروح الجولان الخاصة في تنمية الاستيطان بقيادة رجال الجولان، ومع ذلك، فإن خليط البناء من الأسفل مع مساعدة مهمة من الأعلى كفيل بأن يكون نقطة استناد في سبيل قفز درجة استراتيجية في تحقيق الهدف الوطني المتمثل في مضاعفة الاستيطان في الجولان. ثمة فجوة هائلة بين الحاجة إلى نمو كبير يثبّت الاستيطان في الجولان، ويصب مضموناً حقيقياً في سيادتنا على الجولان، ويزيل كل شك في المستقبل بالنسبة إلى كونه جزءاً من دولة إسرائيل، وبين قدرة الاستيطان القائمة على اختراق الطريق من ناحية البنى التحتية المادية والتعليمية والتشغيلية القائمة. وعلى ما يبدو، لن نتمكن من القيام بكل هذا من دون الحكومة. ولن يكون الاختبار الحقيقي للحكومة في التصريحات ولا في المخططات، بل في تنفيذها.
  • وفي الحقيقة يدور جدل بين سكان الجولان حول نية إقامة مستوطنات جديدة هناك. وثمة مَن يدّعي أن علينا تركيز كل الجهود على تعزيز المستوطنات القائمة وتوسيعها. أمّا أنا فأؤمن بالقيمة الإضافية لإقامة مستوطنات جديدة، وفي استيعاب عشرات أو مئات العائلات الشابة ذات الحماسة الطليعية لتحويل جبل أجرد إلى بيت ومجتمع وحديقة مزدهرة. إن هذا الزخم سيؤثر في الجولان كله، وفي عودته إلى أجواء الاستيطان والنمو، كما أنه سيعزز الاستيعاب ويؤدي إلى توسيع كتسرين والمستوطنات القروية في الجولان.