إسرائيل نووية، وماذا بعد؟
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف
  • بينما يتساءل العالم هل تنوي إيران العودة إلى طاولة المفاوضات وتوقّع اتفاقاً نووياً جديداً، وبينما يتواصل الجدل في إسرائيل فيما إذا كان مثل هذا الاتفاق يخدم المصلحة الإسرائيلية أم أنه اتفاق سيئ، تحولت إيران إلى دولة على عتبة النووي، وتفصلها عن صنع القنبلة أشهر معدودة.
  • بحسب أفضل الخبراء، ما يفصل إيران عن القنبلة هو قرار سياسي يتخذه زعماؤها. والأكيد أن إيران خصّبت خلال الأعوام الأخيرة كميات من اليورانيوم تكفي لإنتاج قنبلة، وأيضاً حتى لو لم تنتجها حتى الآن ولم تطور أداة لإطلاقها على متن صاروخ، فإن المقصود مسألة تقنية تتطلب عدة أسابيع من الجهد، وليس عقبة حقيقية.
  • في الإجمال، من المحتمل أن تمتنع إيران من الإعلان أن لديها قنبلة نووية، وتكتفي بوضع أن الجميع يعلم بأن لديها قدرة على إنتاجها. وهذا كافٍ لمنحها ردعاً وسوطاً تلوح به فوق رؤوس خصومها. وفي المستقبل، عندما تشعر بأن الوقت حان تستطيع أن تحول قدرتها على إنتاج القنبلة إلى عملانية.
  • يجب على إسرائيل التوقف عن خوض حروب الماضي. المعركة السرية التي تخوضها إسرائيل أدت فعلاً إلى عرقلة مهمة للمشروع النووي الإيراني، لكنها لم توقفه. وعموماً، يجب الاعتراف بأن إيران وجدت ردوداً على خطوات إسرائيل - مهاجمة سفن يملكها إسرائيليون، رداً على هجمات منسوبة إلى إسرائيل ضد ناقلات إيرانية، أو هجمات ضد رجال أعمال إسرائيليين في شتى أنحاء العالم، رداً على اغتيال علماء إيرانيين على الأراضي الإيرانية.
  • طبعاً، هذا يتطلب تفكيراً جديداً من خارج التفكير السائد حيال الواقع الجديد وحيال إيران كدولة على عتبة النووي وتملك قدرات نووية، لكنها لا تعلنها. ويجب الاستعداد لاحتمال إعلان إيران أمام العالم كله، بين لحظة وأُخرى، أنها تملك سلاحاً نووياً.
  • إيران نووية هي مشكلة، وربما تهديد وجودي. لكن إسرائيل واجهت في الماضي تهديدات أصعب بكثير. يجب التذكير بأن إسرائيل سبقت إيران، بحسب تقارير أجنبية، وحصلت على قدرة مشابهة منذ الستينيات. وهذا يشكل فجوة كبيرة، الأمر الذي دفع شمعون بيرس، وهو من آباء المشروع النووي في إسرائيل، إلى القول إن التلميح بالخيار النووي الإيراني يعرّض، قبل كل شيء، إيران وسكانها للخطر.
  • من الواضح أن المشكلة مطروحة بصورة أساسية على إسرائيل، ولا يبدو أن إيران نووية تُقلق الروس أو الصينيين. حتى الولايات المتحدة قد تقبل مثل هذا الواقع مستقبلاً، لأن تهديدها بالخيار العسكري كان دائماً كلامياً، وثمة شك في أنه يوجد شخص في واشنطن يفكر فيه بصورة جدية.
  • في المقابل، من المهم التشديد على منظومة العلاقات التي تربط إسرائيل بدول الخليج وسائر الدول المحيطة بإيران، والتي تتخوف كلها من تهديداتها. لم يكن من قبيل العبث مسارعة الإيرانيين إلى الاحتجاج على إمكان أن يكون لإسرائيل وجود عسكري على أراضي أذربيجان. صحيح أن إيران بطلة في غزة أو اليمن، لكن لديها نقاط ضعف على طول حدودها.
  • من الصعب معرفة مدى صدقية الذين يدّعون أنه بخلاف المشروع النووي العراقي والسوري، ليس هناك قدرة عسكرية على تدمير المشروع النووي الإيراني الموزع على منشآت سرية ومحصنة جيداً في كل أنحاء هذه الدولة. لكن التحدي المطروح اليوم على الحكومة الإسرائيلية هو ضرورة أن تغير الأسطوانة وتبلور استراتيجيا جديدة في مواجهة إيران، وسيكون هذا أكبر اختبار لها.