الاقتراح الذي يجب أن يقدمه بينت إلى السعودية
تاريخ المقال
المصدر
- نشرت "الوول ستريت جورنال" الأسبوع الماضي أن الولايات المتحدة تقوم بإخراج الكثير من قواتها من الشرق الأوسط، بينها تلك التي كانت مسؤولة عن بطاريات الدفاع الجوي "باتريوت" ومنظومات الدفاع ضد صواريخ من نوع "THAAD". الجزء الأكبر من الإخلاء يجري من السعودية والعراق والكويت، وحتى من الأردن. المغزى العسكري من هذه الخطوة هو رفع طبقة الحماية ضد الصواريخ والمسيّرات عن حلفائها في المنطقة.
- صحيح أن السعودية نجحت مؤخراً في اعتراض نحو عشر مسيّرات تسللت إلى أراضيها، لكن التحدي الأصعب هو تضافر القذائف والصواريخ التي يستمر إطلاقها على أهداف حيوية في السعودية مع المسيّرات وصواريخ كروز التي يطلقها الحوثيون وكلاء إيران. على سبيل المثال قبل عامين فقط، في 14 أيلول/سبتمبر 2019 هاجمت إيران بقوة شديدة وفجأة منشآت نفط حيوية في السعودية.
- المغزى السياسي من عملية الإخلاء هو خطوة إضافية في اتجاه التخلي عن الشرق الأوسط، وهي تدل على تراجع مكانته في سلّم الأولويات الاستراتيجية لإدارة بايدن. كما يبعث الإخلاء الحالي برسالة إلى نظام الملالي في إيران يمكن ألا تشجع الرئيس الإيراني الجديد على اتخاذ موقف أكثر اعتدالاً في المفاوضات على اتفاق نووي جديد.
- هذا هو الواقع الإقليمي الجديد الذي يجب على إسرائيل العمل وفقه. سياسة المناكفة مع الإدارة الأميركية لن تغير شيئاً: هناك فرص للدفاع عن مصالحنا الحيوية، فقط من خلال حوار مباشر وحميم مع الإدارة الأميركية. لكنها ليست طريقة العمل الوحيدة، ففي موازاة ذلك يجب على إسرائيل تعزيز التعاون مع حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة. لدى بعض هذه الدول علاقات رسمية مع إسرائيل، ولبعضها الآخر علاقات غير رسمية.
- هذا التعاون يجب أن يكون مبنياً على أساس مصالح مشتركة، وليس على الاستعلاء والغطرسة. لا أحد يقدم لنا معروفاً من خلال التعاون معنا، لكن العكس صحيح أيضاً. مع عدم وجود بطاريات دفاع جوية أميركية، يجب على إسرائيل أن تقترح على السعودية والإمارات والبحرين شراء بطاريات "القبة الحديدية" و"العصا السحرية" من إنتاجها.
- هذا الوضع مربح للطرفين: تحصل هذه الدول على دفاع متعدد الطبقات ناجع ومثبت ضد الصواريخ والقذائف، ويمكن البحث مستقبلاً في طبقات أُخرى، وتحصل إسرائيل في المقابل على موارد تسمح لها بتمويل مواصلة تطوير السلاح الضروري. نحن بحاجة ماسة إلى تطوير المنظومات الاعتراضية لمواجهة التهديد الصاروخي في الشمال وفي الجنوب.
- من الواضح أن هذه الصفقة ليست تجارية بحتة- بل هي تعاون استراتيجي وتكنولوجي من الدرجة الأولى، سيغير التوازن الإقليمي ويمنح بعداً عميقاً للعلاقات الدبلوماسية حتى لتلك التي لم تنشأ بعد.
- يجب على الحكومة الجديدة أن يكون لديها رؤية سياسية واستراتيجية. ليس سراً أن رئيس الحكومة السابق زار السعودية والتقى ولي العهد محمد بن سلمان. وأنهما بحثا معاً موضوعات استراتيجية من دون التوصل إلى نتيجة جوهرية. وليس سراً أن منظوماتنا الجوية الدفاعية صُدّرت إلى دول متعددة، لكن ليس إلى دول عربية.
- إقامة حلف دفاعي جوي بين إسرائيل والدول المجاورة هو عمل يتطلب جرأة سياسية، لكن بخلاف خطوات جريئة أُخرى، هو لا يهدد سلامة الحكومة، وبالتالي يمكن تنفيذه من دون تردد.