حارس الأسوار- المعركة التي لم تنتهِ
المصدر
مكور ريشون

صحيفة إسرائيلية يومية بدأت بالظهور في سنة 2007. تميل نحو مواقف اليمين وتؤيد نشاطات المستوطنين في الضفة الغربية، كما تعكس وجهة نظر المتدينين في إسرائيل.

 

  • إسرائيل و"حماس" على حد سواء في مأزق. الطرفان أدركا أن اليوم التالي للعملية لن ينطوي على تغيير عميق للواقع كما أمِلتا. إسرائيل لم تنجح في ترسيخ هدوء مطلق وردع عميق في مواجهة "حماس" التي تواصل تحدّيها لها بواسطة البالونات المشتعلة. صحيح أن هذه الوسيلة توقفت في الأيام الأخيرة، لكن من الواضح أن استخدامها يمكن أن يتجدد في ضوء التطورات في ساحة القطاع أو خارجها.
  • "حماس"، من جهتها، بدأت تدرك أنها لم تنجح في ترسيخ معادلة جديدة في مواجهة إسرائيل فحسب، بل أيضاً بدأت تدفع ثمناً باهظاً لم تكن تتوقعه، أي اندثار المداخيل المدنية التي لم تدُم طويلاً في إطار التسوية التي جرى التوصل إليها حتى نشوب العملية.  "حماس" تعلق أهمية كبيرة على البادرات التي قدمتها إسرائيل إلى القطاع في الأعوام الأخيرة، وخسارتها تعمّق التخوف من تفاقم الضائقة المدنية وعدم الاستقرار العام الذي يمكن أن يزعزع الحكم في غزة.
  • الموقف الذي اتخذه الطرفان منذ انتهاء العملية يعزز احتمال حدوث مواجهة إضافية. تدرك إسرائيل أن العملية الأخيرة تجسد فشل نهج التسوية الذي اعتمد على افتراض أن تحسُّن الواقع المدني في القطاع سيقلص حافز "حماس" للقيام بخطوات عنيفة.
  • في ضوء ذلك تنتهج إسرائيل في الأشهر الأخيرة موقفاً متصلباً يربط بصورة غير مسبوقة بين تحسين الواقع المدني في القطاع وبين التقدم في موضوع الأسرى والمفقودين. "حماس" ترفض المعادلة الجديدة وتوضح أنها لن توافق على تقديم تنازلات، وتهدد بالعودة إلى النضال العنيف.
  • يتعين على إسرائيل الاستعداد، ليس لمواجهة سيناريو تجدد المواجهات فحسب، بل عليها أن تطور خطة عمل في إطارها تأخذ هذه المرة زمام المبادرة- كما كانت في كل المعارك السابقة قبل "حارس الأسوار"، إذ كانت "حماس" هي التي بادرت إلى فتح المواجهة. أخْذ زمام المبادرة يمكن أن يسمح لإسرائيل بتحقيق أهداف لم تستطع تحقيقها في القتال الأخير، وعلى رأسها المسّ بمستوى القيادة العسكرية، وبكبار مسؤولي "حماس". مثل هذه الهجمات له أهمية في مفاقمة ثمن الخسارة في وعي "حماس"، وفي تعميق ارتداعها في مواجهة إسرائيل.
  • بعد جولة مواجهة كهذه، من المحتمل أن تدرك "حماس" مدى جدية نيات إسرائيل بشأن موضوع الأسرى والمفقودين. الأمر الذي يمكن أن يفاقم في صفوف الحركة ووسط الجمهور في غزة معضلة الثمن الذي يدفعونه جرّاء موقف الحركة المتعنت إزاء هذا الموضوع.
  • يجب على إسرائيل ألاّ ترى في التوجه المتشدد الحالي لـ"حماس" قدراً يجب الرضوخ له، بل قراراً بشرياً يمكن أن يتغير بما يتلاءم مع الظروف والقيود، كما يجب على إسرائيل ألّا تبلور سياستها في ضوء الخوف من تهديدات "حماس" بالعودة إلى القتال إذا لم تلبّ مطالبها، ومن دون تقديم تنازلات.
  • كدرسٍ من عملية "حارس الأسوار"، على إسرائيل الاستعداد لمعركة مستقبلية في القطاع في مختلف الساحات، وفي مقدمتها المجتمع العربي في إسرائيل، حيث الواقع مشحون للغاية. وكما في القطاع كذلك فيما يتعلق بالجمهور العربي في إسرائيل، تبدو أحداث أيار/مايو فصلاً من سلسلة احتكاكات. وترى "حماس" في تأجيج المجتمع العربي إنجازاً استراتيجياً لعملية "حارس الأسوار"، ومن المحتمل أن تحاول تكراره في المستقبل.
  • من أجل منع الانعكاس السلبي للمعركة في القطاع، وفي الأساس من أجل ضمان الاستقرار الاستراتيجي في الساحة الداخلية، نوصي الحكومة الجديدة في إسرائيل بأن تضع في رأس أولوياتها إحلال الهدوء في المجتمع العربي والتهدئة بينه وبين المجتمع اليهودي.
  • لهذه الغاية، من الضروري جداً القيام بخطوات أولية لكنْ حاسمة في إطار مواجهة آفة الجريمة والعنف في المجتمع العربي وتحسين نسيج الحياة فيه. بهذه الطريقة يمكن أن نمنع، أو على الأقل أن نحد من قدرة "حماس" على تحويل كل مواجهة في القطاع إلى مواجهة متعددة الجبهات بالنسبة إلى إسرائيل.