الليكود إلى أين؟
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف
  • في إعادة صياغة للمفكر العسكري كارل فون كلاوزفيتز يمكن القول إن السياسة هي استمرار للحرب بوسائل أُخرى. في الواقع الإسرائيلي الذي يسيطر فيه جدول الأعمال الأمني على المجال السياسي هناك وزن لمعركة عسكرية، وخصوصاً إذا كانت قريبة من انتخابات محتملة. من هنا، أحد المتضررين الأساسيين (من الناحية السياسية) من عملية "حارس الأسوار" هو حزب الليكود - حركة اليمين التي كان معظم شعاراتها الانتخابية مركّزاً على القدرة على المحافظة على أمن الدولة. لقد كانت حجتها الأساسية والجوهرية ضد خصومها من اليسار خلال العقود الثلاثة الأخيرة أنهم يتخلون عن قوتنا العسكرية ويتركونها في يد تنظيمات إرهابية.
  • لم تُحسَم العملية في غزة بالضربة القاضية. ولم يظهر العدو ملقى على الأرض من دون مقاومة، بل استمر في قصف عنيف حتى وقف إطلاق النار. كل طرف يعلن انتصاره على صعيد الوعي، وفق شعور الجمهور بذلك. في أعقاب عملية "الجرف الصامد" في سنة 2014 أجرى معهد الأمن القومي استطلاعاً للرأي العام- فور انتهاء القتال، وبعد بضعة أشهر على ذلك. مباشرة بعد العملية اعتقد نحو 71% من الذين شملهم الاستطلاع أن إسرائيل انتصرت في نهاية المعارك. بعد مرور نحو نصف سنة هبط العدد إلى 46%. والباقون اعتقدوا أن "حماس" انتصرت، أو أن القتال انتهى بالتعادل.
  • طبعاً نحن بحاجة إلى فترة زمنية لفحص كيفية تأثير العملية في سلوك "حماس"
    في المستقبل. مع ذلك، يمكن منذ الآن التقدير- بالاستناد إلى استطلاعات نُشرت أمس في قنوات إخبارية - أن بنيامين نتنياهو لم يربح سياسياً من الحرب في غزة. أخطر من ذلك: في نظرة إلى المستقبل، يشير استعراض أعضاء قائمة الليكود للكنيست إلى عدم وجود شخصيات تحل محله في قيادة جدول أعمال أمني.
  • نتنياهو الذي كان عليه الاستفادة من معركة عسكرية لم يخرج منها رابحاً. الانتقادات الحادة لأحزاب اليمين الأُخرى تجعله يظهر كمَن خضع للرئيس الأميركي جو بايدن قبل أن تتحقق الأهداف العسكرية. سكان غلاف غزة أيضاً وكثيرون منهم، الذين يشكلون جزءاً من قاعدته، ظهروا محبطين من وقف إطلاق النار، بحسب الاستطلاعات.
  • أولاً، ليس من قبيل المبالغة القول إن نتنياهو فرح بأنه قادر على ربط وقف إطلاق النار بضغط أميركي. هذه حجة ممتازة. لكن يجب أن نتذكر أحد الشعارات المركزية التي استخدمها الليكود في المعركة الانتخابية وهي "نتنياهو قوي لشعب قوي". إذا أراد في الانتخابات المقبلة مهاجمة أحزاب اليسار لخضوعهم للإرهاب، ليس من المؤكد أن عملية "حارس الأسوار" ستحافظ على صورته كشخص قوي. وسيكون لهذا الوضع تداعيات مستقبلية على السياسة الإسرائيلية. في اليوم التالي لما بعد نتنياهو لا يوجد في الليكود شخصية مركزية تستطيع أن تحل محله كرجل الأمن.
  • في استطلاع أُجريَ في نيسان/أبريل سُئل أعضاء الليكود عمّن يستطيع أن يحل محل نتنياهو. بحسب الاستطلاع، المرشح المتقدم هو نير بركات الذي حصل على 39% من الأصوات. لبركات تجربة فقط في إدارة بلدية القدس، وفي الأساس في إدارة مسائل يومية. لم يسمح له نتنياهو بالحصول على تجربة في وزارة كبيرة في الحكومة، ربما خوفاً من شعبيته.
  • لا يملك بركات صفة شخصية رجل الأمن. هذا الموقع يمكن الحصول عليه من خلال إمكانيتين. الأولى رتبة عالية في الجيش. والثانية شخصية كاريزماتية قوية تبعث على الإحساس بالثقة. وهو يُعتبر رجلاً إدارياً ماهراً، لكنه شخصية باهتة وغير كاريزماتية.
  • بحسب الاستطلاع، احتل يسرائيل كاتس المركز الثاني في قائمة الشخصيات البديلة المحتملة مع 14% من الأصوات. وهو لا يُعتبر رجلاً ناجحاً في وزارة المال، ولم يقف في وجه نتنياهو في توزيع غير محسوب للمال على الجمهور في فترة الكورونا. آفي ديختر الذي كان رئيساً للشاباك حصل على 8% من الأصوات فقط. سائر المرشحين للحلول محل نتنياهو حصلوا على نسب متدنية: أمير أوحنا وميري ريغيف 5% ، يولي إدلشتاين 4%، وياريف ليفين 1% فقط. هذه المجموعة على خلفية تراجُع نتنياهو، وبعد انتهاء ولايته، لا يمكنها أن تجعل من الليكود حزب الأمن لإسرائيل. يبدو أن الحزب سيضطر إلى انتظار يوسي كوهين [الرئيس الحالي للموساد].