ثلاثة قرارات صحيحة بفضلها سيصبح يائير لبيد زعيماً لكتلة اليسار في الانتخابات
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • خريجو وسائل الإعلام العسكرية، يائير لبيد (عمل في مجلة "بمحانيه" للجيش الإسرائيلي) ونيتسان هورورفيتس وميراف ميخائيلي (عملا في إذاعة الجيش الإسرائيلي)، حلوا مكان رؤساء الأركان السابقين في زعامة اليسار. الثلاثة في الخمسين من عمرهم، علمانيون، أشكنازيون، من تل أبيب، مع خبرة سياسية لا تقل عن عشر سنوات. وثلاثتهم يشبهون ناخبيهم ويفهمون آمالهم ومخاوفهم، قد يختلفون مع هذا الادعاء، لكن الفوارق بينهم ضئيلة جداً.
  • تثير ميراف ميخائيلي معظم الاهتمام الإعلامي بمحاولتها إنقاذ حزب العمل من الفشل، لكن في جولة الانتخابات الحالية سيكون يائير لبيد زعيم الكتلة. حزب يوجد مستقبل يتقدم في الاستطلاعات الأخيرة، ويقترب بالتدريج من الـ19 مقعداً التي اخترق بواسطتها الساحة السياسية في [انتخابات] 2013. مغادرة عوفر شيلح لم تُحرك أنصار الحزب، الذين يلاقون صعوبة في معرفة مراكز المرشحين في القائمة بعد مؤسسها والمسيطر الحصري عليها.
  • لبيد جدير برئاسة الكتلة بفضل اتخاذه 3 قرارات صحيحة. الأول، التصويت ضد قانون القومية، صحيح أنه لم يمد يد العون إلى المجتمع العربي، وسيظل الناس يتذكرون كلمته الشنيعة "الزوعبية" [نسبة إلى حنان الزعبي من حزب بلد] في حديثه عن أعضاء الكنيست العرب. لكن في لحظة الحقيقة التي كان على إسرائيل أن تقرر ما إذا كانت دولة مساواة لجميع مواطنيها أو دولة التفوق اليهودي- ضغط لبيد على الزر الصحيح.
  • القرار الصحيح التالي كان موافقته على أن يحتل المكان الثاني بعد بني غانتس في حزب أزرق أبيض؛ ليس لاعتقاده أن غانتس أكثر ملاءمة منه للزعامة، بل لأنه كان مستعداً للتخلي عن أنانيته من أجل المصلحة السياسية في الحصول على عدد أكبر من الأصوات والمقاعد. حينها جاءت لحظة الحقيقة التي خان فيها غانتس ناخبيه لمصلحة الائتلاف مع بنيامين نتنياهو، وبقي لبيد خارج الحكومة. لقد كان هذا قراراً محقاً وصحيحاً، وهو الذي وضعه في زعامة المعسكر. تماماً كما ميخائيلي التي حظيت برئاسة الحزب بسبب رفضها الانضمام إلى حكومة نتنياهو ولم تَسِر وراء النصابين عمير بيريتس وإيتسيك شمولي.
  • ارتكب لبيد أخطاء في حياته السياسية، مثل الغزل مع الدين والتقاليد (كقوله "آفي كان ملحداً وأنا شخص مؤمن")، الأمر الذي أبعد عنه ناخبين ولم يقربه من الحريديم. موقعه كممثل للعلمانية الشرسة احتله زميله أفيغدور ليبرمان. أيضاً جولاته الدعائية في الخارج ضد اليسار وحركة المقاطعة أثارت السخرية ولم تحمل إليه ناخبين من اليمين. لكنه أثبت أهلية سياسية لا بأس بها في المحافظة على "قاعدة" حزب يوجد مستقبل، التي لم تنهر مثل كل أحزاب الوسط الأُخرى في تاريخ إسرائيل، وفي كرهه الواضح للفساد والفاسدين.
  • يدير لبيد حملته الحالية بعيداً عن الأضواء، ويحاول البناء على تصدعات في اليمين. هو يفضل أن يخوض خصمه القديم جدعون ساعر وشريكه السابق في "حلف الأخوة" نفتالي بينت، معارك شارع مع نتنياهو، وأن تعود مقاعد الوسط إلى حزب يوجد مستقبل. في هذه الأثناء يبدو أن هذا ينجح، وتدريجياً يحتل يوجد مستقبل المركز الثاني من حيث الحجم بعد الليكود.
  • السلطة ليست في متناول لبيد، ومن الصعب رؤيته يشكل ائتلافاً، لكن موقفه الصارم في مواجهة نتنياهو يمنح أملاً جديداً لناخبيه. إذا عزز جناحه السياسي بانضمام تسيبي ليفني إليه، فإنهما سيشكلان طاقماً قادراً على العمل بصورة جيدة مع إدارة بايدن.
  • استمرار تولي نتنياهو منصبه ينطوي على خطر واضح ومباشر على إسرائيل، ازداد بسبب فقدان السيطرة على أزمة الكورونا والتهديدات الجديدة بالحرب ضد إيران. هذه فرصة لبيد، التاريخ وضعه في موقع البديل.