مرحلة جديدة من التمركز الإيراني في سورية
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف
  • في العملية التي وقعت الليلة تعرّضت للإصابة قيادات تابعة للجيش السوري يعمل تحت حمايتها عناصر من الحرس الثوري الإيراني والميليشيات السورية (التي يحصل أفرادها على رواتب من صندوق وزارة المالية في طهران)، لكن جوهر هجوم الليلة هو إشارة تحذير لإيران.
  • العبوات التي زُرعت على حدود هضبة الجولان كان هدفها على ما يبدو خدمة حاجات تكتيكية، مثل فحص اليقظة الإسرائيلية في المنطقة، وربما حتى التحضير لعملية تسلل محتملة في المكان عينه، أو هجوم انتقامي في المنطقة يستهدف جنود الجيش الإسرائيلي الذين يقومون بدوريات على طول الحدود. لكن مع ذلك، هناك تحدٍّ استراتيجي جديد في سورية التي وقّعت مؤخراً اتفاقاً جديداً مع إيران يسمح لها بنقل أجزاء من منظومتها الصاروخية الجديدة المضادة للطائرات لمواجهة الهجمات الإسرائيلية.
  • وقّعت طهران اتفاقاً عسكرياً جديداً مع سورية قبل أربعة أشهر ونصف الشهر - جرى إعلانه في حفل توقيع شارك فيه رئيس أركان الجيش الإيراني محمد حسن باقري، ووزير الدفاع السوري علي أيوب.  الرئيس السوري شارك أيضاً في حفل التوقيع، الأمر الذي يدل على أهمية الاتفاق ومكانته. وأوضح مسؤولون إيرانيون وسوريون كبار أن هدف الاتفاق تعزيز الدفاع الجوي السوري في وجه هجمات إسرائيل في الأراضي السورية بواسطة طائرات وصواريخ. وقال الأسد: "الاتفاق يعكس المستوى العالي للعلاقات الاستراتيجية والمتعددة الأبعاد بين البلدين."
  • منذ توقيع الاتفاق، كان واضحاً أنه ستجري قريباً تغييرات في أسلوب عمل إيران في سورية، هدفها تعزيز منظومة الدفاع الجوية لجيش الأسد، وأغلبيتها من إنتاج روسي واشتري من روسيا. الجهد الإيراني يتضمن أيضاً تخطيط وشحن أجزاء من منظومات تهدف، من بين أمور أُخرى، إلى الالتفاف على رفض الروس نقل بطاريات الصواريخ أس-300 المتطورة، الطويلة المدى إلى يد الجيش السوري.
  • النشاط الإيراني لتعزيز الدفاع الجوي السوري جرى سراً، وعلى ما يبدو كشفته جهات استخباراتية غربية. هذه مرحلة أُخرى من الجهد الإيراني لبناء جبهة ضد إسرائيل في سورية. كان هناك أيضاً في إيران مَن هدد  بإرسال بطاريات جديدة من صواريخ أرض - جو إلى سورية من النوع الذي أسقط المسيّرة الأميركية الكبيرة في سماء الخليج الفارسي في السنة الماضية. في الماضي جرت عدة محاولات لتهريب هذا النوع من هذه المنظومات، لكن سلاح الجو الإسرائيلي هاجمها فوراً عند وصولها إلى سورية ودمرها، بحسب تقارير في وسائل إعلام عالمية. لذا ينتهج الإيرانيون حالياً أسلوباً سرياً وأكثر بطءاً من خلال إرسال منظومات صغيرة على أمل عدم اكتشافها. ومن الممكن الافتراض أن المنشآت الإيرانية التي هوجمت الليلة تابعه لهذا الجهد، وهي  تلميح من إسرائيل التي تريد أن توضح أنها لن تمكن إيران من إقامة منظومة إيرانية مضادة للطائرات متفوقة على المنظومة الروسية في الأراضي السورية.
  • بالإضافة إلى نيّة إيران في بناء جبهة جديدة ضد إسرائيل في أراضي سورية، يمكن الافتراض أن زرع العبوات بواسطة وكلاء فيلق القدس الإيراني في المنطقة المحاذية للحدود، وأيضاً تطبيق اتفاقية الدفاع مع جيش إيران، هما أيضاً تلميحات موجهة إلى الإدارة الجديدة في واشنطن تحذرها من ممارسة ضغوط وفرض عقوبات مؤلمة على البلدين، ومن أجل تقوية أوراق المقايضة في المفاوضات المستقبلية بين إيران والولايات المتحدة وسورية مع روسيا.
  • مؤخراً وصلت عدة تلميحات إلى دمشق من موسكو بشأن عدم رضاها عن النظام في دمشق، ومن المحتمل أنها تلميحات باستبدال النظام بآخر مريح أكثر بالنسبة إلى بوتين. مع ذلك تلمّح سورية لموسكو، بواسطة اتفاق الدفاع وحرية العمل التي تعطيها للإيرانيين في أراضيها، إلى أنه يوجد لديها أيضاً راع بديل في طهران.