ذكرت تقارير إسرائيلية أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يرافقه رئيس الموساد يوسي كوهين قاما يوم الأحد بزيارة خاطفة إلى المدينة الساحلية نيوم في السعودية، حيث التقيا ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وشارك في اللقاء أيضاً وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو. المدة التي قضاها نتنياهو على الأراضي السعودية هي 4 ساعات، وكان وصل إليها على متن طائرة إسرائيلية خاصة مسجلة باسم اجنبي، سان مارينو (T7-CPX)، وذلك في رحلة مباشرة من مطار بن غوريون في تل أبيب إلى نيوم في السعودية.
تأتي هذه الزيارة السرية على خلفية عدد من المشكلات في الشرق الأوسط: من جهة، اتفاقات التطبيع بين إسرائيل والإمارات والبحرين والسودان، ومن جهة أُخرى، التقارير التي تحدثت عن أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب فحص إمكانات مهاجمة إيران قبل نهاية ولايته. وكانت إيران طلبت مؤخراً من حلفائها رفع جهوزيتهم تحسباً لأي هجوم من الأميركيين.
بالاستناد إلى تقرير نشرته الوول ستريت جورنال في وقت سابق، فإن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يؤيد إقامة علاقات مع إسرائيل، لكن والده الملك سلمان يعارض ذلك، وأن محمد بن سلمان كان على علم بالاتفاق بين الإمارات وإسرائيل قبل خروجه إلى العلن، ولم يخبر والده بذلك كي لا يقوم بإحباطه.
وكانت السعودية قد سمحت في الأسابيع الأخيرة، في خطوة غير مسبوقة، لطائرات إسرائيلية كانت في طريقها إلى الإمارات بعبور أجوائها.
وذكرت صحيفة "معاريف" (23/11/2020)، نقلاً عن موقع "واللا"، أن رئيس الحكومة لم يبلّغ وزير الدفاع بني غانتس، ولا وزير الخارجية غابي أشكنازي، بقيامه بهذه الزيارة. ورأت الصحيفة أن هذه الزيارة تأتي على خلفية تخوُّف إسرائيل والسعودية من سياسة الرئيس الأميركي المنتخَب جو بايدن فيما يتعلق بالاتفاق النووي مع إيران. وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية حذّر أمس، في أثناء إحياء ذكرى ديفيد بن غوريون، من العودة إلى الاتفاق النووي السابق. وقال: "بفضل موقفنا الصارم ضد حصول إيران على سلاح نووي، وبفضل معارضتنا للاتفاق النووي مع إيران، غيّرت عدة دول عربية موقفها من إسرائيل جذرياً." وتابع: "يجب أن نضمن عدم امتلاك إيران سلاحاً نووياً."
ونقلت صحيفة "هآرتس" (23/11/2020) عن وزير الدفاع بني غانتس أن تسريب نتنياهو خبر لقائه ولي العهد السعودي هو أمر عديم المسؤولية. وقال: "لا أتصرف بهذه الطريقة، ولا تتخيلوا الأمور السرية التي قمت بها في حياتي، بعضها بطلب من نتنياهو."
في وقت لاحق نقلت صحيفة "معاريف" (23/11/2020) نفيَ وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود حدوث مثل هذا الاجتماع، مشدداً على أن الاجتماع جرى بين مسؤولين سعوديين وأميركيين فقط.