كل هذا حدث في الماضي في الأنظمة الظلامية، أيها الإسرائيليون استيقظوا
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- إسرائيل تتصرف كدولة في حالة تفكك. قرارات تتبدل بنقيضها مرتين في اليوم نفسه. لا توجد إدارة لأزمة [الكورونا]، ولا توجد استراتيجيا خروج، ولا ميزانية، ولا جلسات حكومة، كما لا يوجد مدير عام للشرطة ومدّعٍ عام للدولة. ستة أشهر طُلِب من الجمهور خلالها "أن يمضي وقتاً ممتعاً"، وبنيامين نتنياهو اختفى، كي نكتشف فقط أننا لم نستعد للموجة الثانية. إدارة الأزمة لم تنتقل إلى المؤسسة الأمنية، لا يوجد نظام لقطع سلاسل العدوى، وهلم جراً.
- الوباء لا يرى الضجيج في وسائل الإعلام، مليون مواطن تُركوا وحدهم لمواجهة معاناتهم ومصيرهم، هم وأفراد عائلاتهم، من دون أمل. ثمن الضرر الذي لا يمكن تصوره، نحو 100 مليار شيكل، سيدفعه أحفادنا. "الإغلاق التام" في الأعياد سيكون وصمة نهائية للفشل الهائل للحكومة ومَن يترأسها، وسيزيد إلى حد كبير الضرر الذي حدث، ويمكن أن يحسم مصير الحكومة.
- تحت حماية الوباء والمعاناة، يقود نتنياهو محاولة انقلاب على النظام. حملة هدفها إرغام المجتمع على إنقاذه من رعب المحكمة بأي ثمن. تدار الحملة بنجاح لا بأس به، لأن أجزاء من الجمهور، بينها أصحاب مناصب ونواب مصابون بنوع من العمى الجماعي، يرفضون الاعتراف بخطورة التهديد الذي يشكله علينا جميعاً متهم ملاحَق ارتكب انتهاكات صارخة وغير شرعية.
- لقد حوّل نتنياهو تشويه سمعة كل من يعترض طريقه إلى فن. هجومه الصارخ على النيابة العامة والقضاة في بداية محاكمته كان هجوماً من شأنه في الماضي أن يصدم مؤسسات البلد، لكن الجمهور اعتاد ذلك ولم يعد يُصدَم. لا شي هنا يجري صدفة. لا أساليب نتنياهو ولا عمى النخب. أيضاً حيونة أجزاء من وسائل الإعلام. كل هذا حدث في الأنظمة الظلامية في الماضي.
- في ظل الوباء والكارثة التي حلت على رؤوس الملايين، يقوم نتنياهو بإحراق النادي، أو كبديل، مساومة مافيوية على أن ينتخب رئيساً للدولة أو الحصول على عفو عام قبل المحاكمة. كل من هذه الاحتمالات، بما في ذلك صفعة ادعاء تمحو الرشوة والعار، سيترك وصمة عار في المجتمع والدولة اللذين خضعا للابتزاز المافياوي. هذه حقيقة صعبة، لكنها الحقيقة.
دولة إسرائيل ستخرج من هذه الورطة. ستخرج متأذية ومتنازعة وجريحة لسنوات، لكنها ستخرج. لقد خرجنا في الماضي كأمة من اختبارات أصعب من هذه. لكنني أجرؤ على القول إن العار سيلحق، ليس فقط بمن حاول اغتيال الديمقراطية، بل أيضاً بمن وقف يتفرج وسكت.