فليصدّع ترامب رأسه مع قانون قيصر
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف
  • بعد عشرة أيام، وإذا لم يظهر تـأجيل في اللحظة الأخيرة، تبدأ الولايات المتحدة بتطبيق "قانون قيصر" في سورية. الغرض من القانون إلحاق الأذى بشركات دولية ورجال أعمال أجانب يتعاونون اقتصادياً مع سورية، والمسّ بالقيادة العسكرية-الاقتصادية في دمشق. وفي نهاية الأمر التوصل إلى استبدال بشار الأسد برئيس آخر.
  • روسيا حليفة دمشق أوضحت أنها وإيران والصين يعارضون الخطوة. الرئيس ترامب أبقى مخرجاً لروسيا عندما قال: الولايات المتحدة مستعدة للتراجع عن الخطة إذا أمسكت موسكو بزمام الأمور وقادت سورية إلى إجراء مفاوضات حقيقية لمصلحة سكانها الذين يعيش نحو 80% منهم حالياً تحت خط الفقر.
  • من المثير للاهتمام تعقّب ولادة "قانون قيصر". قبل 6 أعوام، نجح شرطي عسكري سوري مجهول الهوية اتخذ لقب "قيصر" في الهرب مع 55 ألف صورة مرعبة عن تعذيب وقتل 11 ألف مدني سوري في السجون والتظاهرات في الشوارع. ومنذ ذلك الحين، مَثَل أربع مرات أمام أعضاء الكونغرس الأميركي وهو مغطى الرأس، وتركهم مشدوهين. مرتان أُقر اقتراح قانون قيصر في واشنطن، لكن الرئيس باراك أوباما انساق إلى رأي مستشاريه الذين ادّعوا أن القانون سيُلحق الضرر قبل كل شيء بمواطني سورية وليس بالقيادة. ترامب تبنى قانون قيصر، وفي كانون الأول/ديسمبر الماضي وقّعه.
  • تتوزع صلاحيات الحكم في القيادة السورية بصورة واضحة: الأسد هو الحاكم السياسي، شقيقه الأصغر ماهر يسيطر على الجيش، وابن خاله رامي مخلوف يحتفظ بأكثر من 60% من اقتصاد سورية ويجري صفقات مع العالم الكبير.
  • قبل شهر، جرى استبعاد مخلوف عن منصبه الكبير كصاحب شركة الهواتف الخليوية سيرياتل، وخسر حصصه في شركات البناء. و منذ ذلك الحين، تحصن في قصره في شمال سورية وبدأ بنشر بيانات غير مسبوقة على الفايسبوك ضد كبار النظام في دمشق. في البداية امتنع من ذكر اسم ابن عمته بشار، إلى أن كشف أن زوجة الأسد أسماء سيطرت على أملاكه.
  • لبنان يقف بين المطرقة والسندان: تلميحات مكثفة أرسلتها واشنطن إلى شركات اقتصادية في بيروت تتعاون مع مخلوف ومع وكلاء الأسد. رئيس الحكومة اللبنانية ألغى زيارة رسمية للأسد من دون توضيح. فآخر شيء بحاجة إليه الآن هو الاشتباك مع ترامب.
  • إسرائيل أدخلت في وقت مبكّر إلى سر الخطة الأميركية، وأبدت عدم اكتراث وعدم إزعاج ترامب في تطبيق قانون قيصر. في هذا الإطار، من المفيد تذكّر الرسالة التي حملها الوزير بومبيو خلال زيارته الأخيرة إلى القدس، والمتعلقة بالامتناع من التعاون الاقتصادي مع الصين، ومن المفيد الانتباه إلى أن إسرائيل تبتعد عن الشركات الدولية التي تستهدفها الولايات المتحدة بسبب علاقاتها مع سورية.
  • ترامب هو الذي أدخلنا عن قصد في قضية العقوبات الجديدة على سورية. لكن على ما يبدو، لا يهم إسرائيل إذا بقي بشار الأسد في السلطة ما دام تحت الجزمة الروسية. الجزمة الثانية الإيرانية تقلقها أكثر بكثير، وتعمل طائرات سلاح الجو ضد أهداف إيرانية في داخل سورية. الأسد لا يزعج. هذا جزء من اللعبة.
  • بالنسبة إلى إسرائيل، هذه مقاربة منفردة: ما دام الجيش السوري لا يفتح جبهة مباشرة، يجب عدم التدخل. فليصدّع ترامب رأسه.