خطة إسرائيل بين ترامب وبايدن
تاريخ المقال
المصدر
- ما يعتبره نتنياهو جوهر عقيدته، هو عائق مرتفع لا يمكن تجاوزه في نظر الأغلبية، وربما حتى في نظر كل ناخبي الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة، والمقصود هو نية فرض السيادة الإسرائيلية على مناطق في الضفة الغربية. من الصعب أن تجد في هذا الحزب نائباً واحداً يؤيد خطة ترامب. لهذه المعارضة سببان: الأول، فرض السيادة يقضي على فرص إقامة دولة فلسطينية؛ الثاني، معارضة سياسية صارمة في سنة انتخابات لسياسة ترامب. نضيف إلى ذلك احتمال أن يفوز جو بايدن، الذي كان نائباً للرئيس أوباما، في تشرين الثاني/نوفمبر على ترامب الذي يكافح للفوز بولاية ثانية.
- قبل أسابيع تنفسوا الصعداء في القدس: في السباق الداخلي في الحزب الديمقراطي هزم بايدن اثنين من أشد المنتقدين لدولة إسرائيل: السيناتور ساندرز والسيناتور وارين، الاثنان اشتراكيان. ساندرز في أثناء تنافسه على الترشيح لم يستبعد استغلال المساعدة المالية السنوية للولايات المتحدة 3.8 مليارات دولار ليفرض عليها جولة مهزلة سياسية. في مقابل هذين المرشحين وآخرين، أعلن بايدن أنه لن يعيد السفارة الأميركية إلى تل أبيب اذا انتُخب رئيساً. لكنه في هذه الأيام أعلن معارضته فرض السيادة.
- بالنسبة إلى الجناح اليساري الذي يزداد قوة داخل الحزب الديمقراطي، مواقف بايدن تعتبر "معتدلة". فوزه في الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر، مع فرص جيدة لتحقيق إنجازات مهمة للديمقراطيين في انتخابات الكونغرس، يفرض على إسرائيل أن ترسل إلى واشنطن سفيراً مختلفاً عن السفير المنتهية ولايته رون دريمر، يكون غير متعاطف مع الحزب الجمهوري. السفير المعيّن غلعاد إردان ستكون مهمته على الأقل تحسين علاقات إسرائيل مع الحزب الديمقراطي.
- في حال تبدل القاطنين في البيت الأبيض، فإن هذا سيلزم أيضاً السفير الأميركي في إسرائيل ديفيد فريدمان. هو وكثيرون من العاملين في الإدارة في واشنطن سيقدمون كتب استقالاتهم. السفير المعروف بتأييده سياسة الاستيطان في إسرائيل من دون تحفظ سيغادر لأن استقالته ستُقبل من إدارة برئاسة بايدن إذا انتُخب.
- لن نسارع إلى التنبؤ بأن انتخاب بايدن للرئاسة سيشكل بداية مرحلة برودة في العلاقات الأميركية - الإسرائيلية، مقارنة بموجة الحرارة السياسية التي ميزت علاقات ترامب - نتنياهو. لقد تعلمنا الدرس: في الماضي أخافوا القدس من أن انتخاب أوباما لولاية ثانية سيدفعه إلى "الانتقام" من إسرائيل التي كانت تعتبره رئيساً معادياً. اتضح أن هذا التقدير نبوءة كاذبة.
- فيما يتعلق بـ"الصوت اليهودي": لقد طرأ، وفي الأساس لدى الجيل الشاب، تآكل في التعاطف مع إسرائيل. أغلبية الجمهور اليهودي تمنح الحزب الديمقراطي أصواتها بصورة تقليدية. علاقة ترامب الشديدة التعاطف مع إسرائيل لن تؤدي إلى جذب الصوت اليهودي نحو الحزب الجمهوري. جزء كبير من هذه الأصوات سيواصل تأييد خصمه الديمقراطي. عموماً موضوعات البيئة ومعالجة ترامب وباء الكورونا يهمان الجمهور اليهودي أكثير بكثير من مشكلات حكومة إسرائيل الثنائية الرأس.
- يوم 3 تشرين الثاني/نوفمبر موعد الانتخابات الرئاسية يقترب. إذا كان قرار نتنياهو فرض السيادة حازماً يجب عليه الإسراع ما دام ترامب في الرئاسة، وقبل أن تزداد فرص بايدن في أن يحل محله.