تشريح جثمان الشاب الفلسطيني القتيل إياد الحلاق الذي يعاني التوحد يؤكد أن رصاص الشرطة الإسرائيلية استهدفه في وسط جسده
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

قال وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس [رئيس أزرق أبيض] إنه يأسف لعملية قيام عناصر من الشرطة الإسرائيلية يوم السبت الفائت بإطلاق النار على الشاب إياد الحلاق من القدس الشرقية الذي يعاني التوحد بحجة أنه يحمل سلاحاً، الأمر الذي تسبب بمقتله.

وأضاف غانتس في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في الاجتماع الذي عقدته الحكومة الإسرائيلية أمس (الأحد)، أنه متأكد من أنه سيتم التحقيق في هذه المسألة بسرعة وسيتم التوصل إلى الاستنتاجات المطلوبة.

ولم يعلق رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي ترأس اجتماع الحكومة على عملية القتل هذه.

وقُتل إياد الحلاق (32 عاماً) برصاص الشرطة في البلدة القديمة في القدس يوم السبت الفائت. وقالت الشرطة إنه بدا كأنه يحمل مسدساً، لكن تبيّن لاحقاً أنه غير مسلح، ويبدو أنه لم يفهم أوامر الضباط بالتوقف في أثناء مروره بالقرب من بوابة الأسباط، فهرب سيراً على الأقدام واختبأ في غرفة قمامة.

وقدم رجال الشرطة روايات متناقضة عن هذا الحادث. وقال قائد الفرقة إنه أمر الضابط بوقف إطلاق النار لكن الضابط لم ينصع للأمر. ونفى الضابط ادعاء القائد.

وقالت الشرطة إنها قامت باستجواب الاثنين تحت طائلة التحذير. وفي نهاية الاستجواب وُضع الضابط في قيد الإقامة الجبرية، وأُطلق سراح قائده في ظروف مقيدة.

وكان الحلاق في طريقه إلى مؤسسة تعليمية لذوي الحاجات الخاصة في البلدة القديمة، حيث كان يدرس.

وقال والده خيري الحلاق إنه يعتقد أن ابنه كان يحمل هاتفه الخليوي عندما لاحظه عناصر الشرطة لأول مرة. وأضاف: "نطلب منه كل صباح أن يبقى هاتفه في يده حتى نتمكن من الاتصال به والتأكد من وصوله بأمان إلى المؤسسة التعليمية." وأشار الوالد إلى أن الشرطة قامت بتفتيش منزل العائلة بعد حادث إطلاق النار على الرغم من عدم وجود أدلة بأن الحلاق كان مسلحاً، ولم تعثر على شيء.

كما أكد تشريح جثمان الحلاق زيف ادعاء الضابط أنه استهدفه في أسفل جسده وتبيّن أنه توفي بعيارين ناريين أصاباه في وسط جسده. وأظهر التشريح أن رصاصتين من بين 7 رصاصات أطلقت عليه اخترقت مركز جسده وأصابتاه في منطقة قاتلة. وأجريت عملية التشريح في معهد الطب الشرعي في "أبو كبير"، بمشاركة طبيب فلسطيني.

وأعرب وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي أمير أوحانا [الليكود] عن أسفه لمقتل الحلاق وتعهد بالتحقيق فيه، لكنه في الوقت عينه أكد أنه من السابق لأوانه إصدار حكم على عناصر الشرطة، مشيراً إلى أنهم مطالَبون باتخاذ قرارات مصيرية في ثوانٍ في منطقة غمرتها الهجمات الإرهابية ويوجد فيها خطر دائم على حياتهم.

في المقابل، قال عضو الكنيست عوفر كسيف من القائمة المشتركة إن الحلاق قضى في جريمة قتل ارتكبتها الشرطة بدم بارد.

ووصفت حركة "فتح" عملية إطلاق النار على الحلاق بأنها جريمة حرب. وقالت إنها تحمّل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو المسؤولية الكاملة عن إعدام شاب من ذوي الحاجات الخاصة.

وتظاهر ناشطون في القدس وتل أبيب مساء يوم السبت احتجاجاً على عملية قتل الحلاق.