اتصالات سرية بين إسرائيل والسعودية لحصول الأخيرة على دور في الحرم القدسي من أجل كبح التدخل التركي
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

علمت صحيفة "يسرائيل هيوم" أن هناك اتصالات سرية جارية بين إسرائيل والسعودية منذ كانون الأول/ديسمبر الفائت بوساطة أميركية، بشأن حصول السعودية على دور في القدس الشرقية من خلال ضم مندوبين عنها إلى مجلس الأوقاف الإسلامية في الحرم القدسي الشريف.

وجاءت هذه الاتصالات بموازاة قيام الرئيس الأميركي دونالد ترامب بطرح خطة "صفقة القرن" التي تضمنت تأييداً لخطة إسرائيل بضم مناطق إليها في الضفة الغربية، بينها غور الأردن.

وقال دبلوماسيون سعوديون رفيعو المستوى ومطلعون على تفصيلات هذه الاتصالات إنها تجري بصورة سرية وفي ظل تعتيم كامل من خلال طاقم صغير من الدبلوماسيين والمسؤولين الأمنيين الرفيعي المستوى من إسرائيل والولايات المتحدة والسعودية، وكجزء من عملية الدفع قدماً بـ"صفقة القرن".

وقال أحد هؤلاء الدبلوماسيين السعوديين إن الأردن الذي لديه مكانة خاصة في إدارة الأوقاف الإسلامية في الحرم القدسي كان حتى قبل عدة أشهر يعارض بشدة أي تغيير في تركيبة مجلس الأوقاف الإسلامية في القدس، لكن حدث تغيير في الموقف الأردني في إثر حدوث تدخل تركي مكثف في القدس الشرقية بصورة عامة وفي الحرم القدسي خصوصاً.

وأضاف الدبلوماسي السعودي نفسه أن المندوبين الفلسطينيين في مجلس الأوقاف الإسلامية في القدس سمحوا بموطئ قدم لمنظمات إسلامية تركية في الحرم القدسي من خلال جمعيات ضخت الحكومة التركية عشرات ملايين الدولارات إليها بإيعاز مباشر من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وأشار إلى أنه عقب ذلك وجّه الأردنيون رسائل إلى إسرائيل والولايات المتحدة فحواها أن العائلة المالكة في عمّان تبدي استعدادها لتليين موقفها في كل ما يتعلق بإشراك مندوبين سعوديين في مجلس الأوقاف.

ووفقاً للمصدر السعودي نفسه، اشترط الأردن موافقته على إشراك مندوبين سعوديين في مجلس الأوقاف بعدم المساس بمكانة الأردن في الحرم القدسي، وبأن تضخ السعودية ملايين الدولارات كتبرع للجمعيات الإسلامية التي تنشط في القدس الشرقية والحرم القدسي وتمارس ضغوطاً دبلوماسية وسياسية من أجل طرد المنظمات الإسلامية التركية التي تنشط تحت رعاية فلسطينية.

وقال دبلوماسي عربي رفيع المستوى للصحيفة إن سعي إسرائيل والولايات المتحدة لإيجاد دور للسعودية في الحرم القدسي يهدف إلى الحصول على تأييدها من أجل الدفع قدماً بـ"صفقة القرن" وإجراءات الضم، فضلاً عن أن السعودية تجلب معها تأييد الإمارات العربية والبحرين. لكن هذا الدبلوماسي أكد في الوقت عينه أنه ما زال من السابق لأوانه معرفة ما إذا كانت هذه الخطوة ستخرج إلى حيز التنفيذ، وشدّد على أن الهدف هو إشراك المندوبين السعوديين كمراقبين وبشكل غير ملزم كي لا يتم المس بالمكانة الحصرية للأردن في الأماكن المقدسة.