القطيعة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل تكبر، كوخافي يستعد للتصعيد في أعقاب الضم
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي مؤخراً في خطاب ألقاه أمام ضباط كبار إنه سيصدر "تحذيراً من القيادة" بشأن تصعيد محتمل في المناطق [المحتلة] قبيل شهر تموز/يوليو. وذلك على خلفية نية رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ضم المستوطنات في الضفة الغربية. في الأول من أمس، قال نتنياهو إنه ينوي فرض القانون الإسرائيلي في الضفة الغربية وغور الأردن بدءاً  من 1 تموز/ يوليو: "هناك تاريخ حددناه ولن نغيره."
  • في الجيش الإسرائيلي أوضحوا أن"هذه هي طريقة رئيس الأركان في القول: كونوا مستعدين، التصعيد أمر واقعي جداً." كلام كوخافي له علاقة بالضفة وبصورة أقل بغزة. في هذه المرحلة لن يصار إلى رفع عدد قوات الجيش في الضفة، على الرغم من ارتفاع عدد محاولات الهجوم هناك في الأسابيع الأخيرة. قبيل تموز/يوليو يستعد الجيش لتنفيذ خطط عملانية لاستباق احتمالات نشوب أعمال عنف. جزء منها يشمل احتمال زيادة القوات بصورة كبيرة. في الأول من أمس أجرى كوخافي مناقشة تحضيرية إضافية برئاسته طُرحت خلالها السيناريوهات المتعددة.
  • في أيلول/سبتمبر من السنة الماضية، وعشية المعركة الانتخابية الثانية من أصل ثلاث معارك، درس نتنياهو ضم غور الأردن من طرف واحد. رئيس الأركان كوخافي ورئيس الشاباك آنذاك نداف أرغمان حذّراه من التداعيات المحتملة لهذه الخطوة، وعلى رأسها المس باتفاق السلام مع الأردن. تراجع نتنياهو عن نواياه أيضاً بسبب معارضة المستوى المختص. حتى الآن لم يجر نقاش شامل للمستوى السياسي ورؤساء الأجهزة الأمنية وعناصر من وزارة العدل للتداعيات الواسعة التي ستكون لقرار الضم على مجموعة كبيرة من المجالات.
  • قيادة السلطة الفلسطينية أعلنت مؤخراً وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل، احتجاجاً على خطة الضم. لقد سبق أن سُمعت في السلطة تصريحات مشابهة في الماضي، خلال أزمة البوابات الإلكترونية في الحرم القدسي في صيف 2017، وخلال أزمة المساعدة المالية التي تقدمها إلى الأسرى الأمنيين في السنة الماضية. لكن مصادر أمنية في إسرائيل تقول إنه مقارنة بفترات توتر سابقة، فإن القطيعة بين أجهزة السلطة وبين متخذي القرارات الإسرائيليين أهم بكثير. بحسب كلامهم، صحيح أن عناصر الأمن الفلسطيني يعالجون بأنفسهم بصورة مباشرة معلومات شخص ينوي القيام بهجوم، لكنهم أوقفوا التعاون في مجالات أُخرى، مثل نقل المعلومات التي يجري الحصول عليها من التحقيقات مع المشتبه بهم.
  • مؤخراً، قلل الجيش الإسرائيلي من عمليات اعتقال مشتبه بهم في قرى الضفة لسببين: مشكلات التنسيق مع السلطة والرغبة في منع الاحتكاكات في فترة عيد الفطر. في حالة واحدة أُلغي دخول قوة من الجيش إلى منطقة أ في منطقة قلقيلية، على ما يبدو تخوفاً من الاحتكاك بأجهزة السلطة. المسؤول السابق عن منطقة القدس والضفة في الشاباك أريك بريبنغ قال للصحيفة إن السلطة أجلت مؤخراً عناصر الشرطة الفلسطينية من المناطق التي يوجد فيها احتمال نشوب احتكاك بين الجيش ومتظاهرين في الضفة. بحسب كلامه: "هذا يبرز في الخليل. يدرك الجمهور الفلسطيني أن إبعاد الشرطة هو منح الشرعية من السلطة الفلسطينية للمواجهات مع الجيش الإسرائيلي."
  • شخصان آخران خبيران بالساحة الفلسطينية، اللواء في الاحتياط يوآف مردخاي والعميد في الاحتياط ميخائيل ميلشتاين، كتبا في مقال نشراه في معهد واشنطن لأبحاث الشرق الأوسط "تهديد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس حقيقي أكثر من أي مرة ويكشف ضائقته الاستراتيجية." بالاستناد إلى كلامهما، خطوة عباس جاءت على خلفية أزمة اقتصادية حادة في الضفة. ويعتقد الاثنان وجود تخوف حقيقي من  حدوث انفجار لتزامن شعور الناس بالإحباط جرّاء تفاقم الظروف الحياتية وأزمة سياسية، أساسها رفض "صفقة القرن" للإدارة الأميركية وخطة نتنياهو للضم.
  • خطاب نتنياهو المقلق في المحكمة هذا الأسبوع، محاطاً بوزراء الليكود يرتدون الكمامات، يثبت أيضاً العلاقة بين ما يحدث في الساحة السياسية- القضائية، وبين ما يحدث على المستوى السياسي - الأمني. في صراعه مع النظام القضائي، يتخطى رئيس الحكومة المزيد من الخطوط الحمراء. ما هو حجم الاهتمام الذي سيحظى به في المناطق، وأي حكمة سيظهرها عندما ستنغلق عليه الحلقة القضائية؟ ادعاء نتنياهو أنه الوحيد القادر على معالجة كل شيء كما يجب ستوضع قريباً في قيد الاختبار.
  • على الرغم من الغطاء الأيديولوجي، من الواضح أن ما يوجه نتنياهو هنا هو اعتبارات سياسية. الضم من شأنه أن يعزز تأييد اليمين له في أثناء المحاكمة، ويمكن أن يخدم الرئيس الأميركي دونالد ترامب وسط مؤيديه الإنجيليين، قبيل الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر. داخل الليكود يقود رئيس الكنيست الجديد عضو الكنيست ياريف ليفين الضغوطات لتحقيق ضم واسع.
  • في المقابل، حذر في الأسبوع الماضي المرشح الديمقراطي للرئاسة جو بايدن من أن "الضم سيخنق أي أمل بالسلام." كذلك أصدر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي تحذيرات مشابهة. لا يزال من غير الواضح وزن تحفظات شركاء نتنياهو في أزرق أبيض عن الضم، وخصوصاً إذا حاول فرضه على منطقة واسعة. الرجل الأساسي هنا هو وزير الخارجية الجديد غابي أشكنازي الذي قام، عندما كان رئيساً لأركان الجيش، بمهمة مشابهة في لجم خطة نتنياهو لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية في الفترة 2019-2010.

 

 

المزيد ضمن العدد 3324