عملية "مطلع الفجر" عززت الردع في مواجهة حزب الله
تاريخ المقال
المواضيع
المصدر
مركز القدس للشؤون العامة والسياسة
تأسس المعهد في سنة 1976، وهو متخصص في الدراسات السياسية والدبلوماسية والاستراتيجية. يترأس المعهد، حالياً، السفير الإسرائيلي السابق في الأمم المتحدة دوري غولد. ينشر المركز مقالات يومية يمكن الاطلاع عليها باللغتين العبرية والإنكليزية على موقعه الإلكتروني. كما تصدر عنه سلسلة من الكتب، ويمتاز بمواقفه التي تتماهى مع اليمين في إسرائيل.
- إسرائيل فاجأت تنظيم الجهاد الإسلامي، وأخذت زمام المبادرة، وبدأت عملية "مطلع الفجر" باغتيال تيسير الجعبري قائد اللواء الشمالي في الجهاد الإسلامي و9 من عناصره بطريقة تشبه عملية "عمود سحاب" في سنة 2012، والتي بدأت باغتيال رئيس أركان "حماس" أحمد الجعبري.
- مهمة إسرائيل اليوم هي المحافظة على الردع الذي جرى ترميمه في مواجهة الجهاد الإسلامي والحؤول دون تآكله مرة أُخرى، وخصوصاً في مواجهة تهديدات الجهاد بالتصعيد، من أجل إطلاق سراح الناشطيْن خليل العواودة وبسام السعدي.
- الجهاد حاول تغيير قواعد اللعبة وخلق معادلة جديدة، وأعلن زعيم التنظيم زياد النخالة "توحيد الساحات" من أجل إشغال القوى الأمنية الإسرائيلية في ساحات أُخرى: القدس الشرقية، وأراضي الضفة الغربية، والقطاع العربي في إسرائيل في المدن المختلطة، لكنه فشل في استراتيجيته، لأن القوى الأمنية الإسرائيلية تعلمت من دروس "حارس الأسوار"، واستعدّت بصورة ملائمة. ونجحت إسرائيل في المحافظة على حرية تحرُّكها المهمة جداً بالنسبة إليها، وأوصلت رسالتها الجديدة إلى "حماس"، وأيضاً إلى حزب الله في لبنان.
- يجب ألّا نشعر بالنشوة جرّاء نجاح عملية "مطلع الفجر"، وأن نتذكر أن "حماس" لم تشارك في القتال إلى جانب الجهاد الإسلامي، ولو فعلت ذلك، لبَدَت الأمور بصورة مختلفة تماماً.
- لقد استخلصت إسرائيل الدروس من عملية "حارس الأسوار" في أيار/مايو 2021، وبلورت استراتيجيا جديدة تقوم على التمييز بين القطاعات المختلفة وقطع الصلة بين القطاع وبين القدس الشرقية والضفة والعرب في إسرائيل. وأثبتت هذه المرة أنها لا تتردد في أخذ المبادرة وتوجيه ضربة استباقية.
- "حماس" اتخذت قراراً صحيحاً، بصفتها المسؤولة عن قطاع غزة، بعدم الدخول في معركة ضد إسرائيل بسبب اعتقال ناشطين من الجهاد الإسلامي. وهذه الخطوة التي قامت بها إسرائيل ليس لها أي علاقة بالقدس الشرقية، أو بالمسجد الأقصى، اللذين خاضت من أجلهما "حماس" الحرب في أيار/مايو 2021، والشارع الغزّي لا يريد جولة قتال جديدة كل عام، إذ إن سكان القطاع فقط هم الذين يدفعون الثمن الباهظ لكل مواجهة عسكرية مع إسرائيل.
- الجهاد الإسلامي صعد إلى شجرة عالية، وأخطأ في اعتباراته وفي اتخاذ قراراته، هذا هو الرأي السائد في الشارع الفلسطيني، وهو لم يقدّر بصورة صحيحة استراتيجية حكومة لبيد - غانتس، بل تحرّك وفق الأجندة الإيرانية، ودفع ثمناً عملانياً باهظاً، كما تضررت هيبته.
التأثير في حزب الله
- اغتيال مسؤولين رفيعي المستوى في الجهاد الإسلامي في قطاع غزة شكّل ضغطاً على زعيم حزب الله حسن نصر الله الذي حذّر في 9 آب/أغسطس إسرائيل من محاولة اغتيال زعماء فلسطينيين في داخل الأراضي اللبنانية. ومما قاله نصر الله: "أيُّ هجوم على أيِّ شخص في لبنان لن يمرّ من دون عقاب، ومن دون رد." ومن المعروف أن زياد النخالة زعيم الجهاد الإسلامي وصلاح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" يقيمان بالضاحية الجنوبية في بيروت.
- في حزب الله يتذكرون جيداً الاغتيالات المنسوبة إلى إسرائيل لمسؤوليْن رفيعي المستوى في الجهاد الإسلامي، محمود ونضال المجذوب، في أيار/مايو 2006، بانفجار سيارة مفخخة، ومحاولة اغتيال المسؤول في "حماس" محمد زيدان في صيدا في سنة 2018، بواسطة عبوة ناسفة وُضعت داخل سيارته. والرأي العام السائد في الشارع اللبناني أن إسرائيل قامت بعملية "مطلع الفجر" في قطاع غزة لتحذير حزب الله، بعد تهديدات حسن نصر الله بمهاجمة كل منصات الغاز الإسرائيلية في البحر المتوسط، بسبب الخلاف مع لبنان على ترسيم الحدود البحرية ومنصة الغاز "كاريش".
- وتقول مصادر لبنانية إن العملية العسكرية الإسرائيلية ضد الجهاد الإسلامي أثبتت أن إسرائيل تخلت عن سياسة "الاحتواء"، وانتقلت إلى سياسة المبادرة والضربة الاستباقية والاغتيالات.
- إنها رسالة مهمة موجهة إلى حزب الله، هدفها التلميح إلى حسن نصر الله بأن عليه أن يفكر جيداً في تهديداته، لأنه يمكن أن يجد نفسه مستهدَفاً من إسرائيل.