يجب عدم الاستخفاف بـ"حماس" والجهاد الإسلامي
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

 

  • الأحداث في غزة كانت متوقعة جداً. لدى "حماس" والجهاد الإسلامي الفلسطيني قدرة قتالية أكبر بكثير من تلك المنسوبة إليهما كتنظيمين ارهابيين. صحيح أنهما غير مزودين بمنظومات سلاح متقدمة مثل الطائرات الحربية، والدبابات، والمدفعية التي تبدو ضرورية لإيجاد قدرة قتال في مواجهة جيوش حديثة، لكن هنا، تحديداً، يكمن سر قوتهما. لقد بنيا جهازاً عسكرياً يتلاءم مع حاجاتهما الاستراتيجية، من خلال قدرته على الالتفاف على مجالات التفوق العسكري الإسرائيلي.
  • عملياً، هما حققا توازناً استراتيجياً في مواجهة دولة إسرائيل. ليس أن لديهما القدرة على احتلال عسقلان وتل أبيب، أو أن في مقدورهما وقف هجوم الجيش الإسرائيلي داخل غزة، لكن في استطاعتهما عرقلة نمط الحياة العادية في دولة إسرائيل، إلى حد وقف زخم النشاطات الاقتصادية في قلب تل أبيب.
  • يستند منطق نشاطهما العملاني على معرفة أن البعوض خطر على الإنسان أكثر بكثير من النمور والأسود. البعوض قتل ملايين البشرـ بينما النمور والأسود هم حدث نادرـ وقد تعلّم الإنسان كيفية مواجهتهم.
  • لقد أدركا أنهما إذا تحركا ضد دولة إسرائيل على طريقة النمر أو الأسد- سيواجَهان برد فعال ومدمر. لذلك بنيا تهديداً لدولة إسرائيل من خلال منطق عمل أسراب البعوض.
  • الرد على الوضع الجديد يعود، طبعاً، إلى الجيش الإسرائيلي، لكنه أيضاً يتعلق بجمهور من المدنيين، وبقدرته على فهم ماهية التهديد. خلاصة القول إن اليسار الإسرائيلي كان يبشر الجمهور الإسرائيلي دائماً بضرورة فهم حدود القوة. لكن العمى والإنكار الكبير في مجال حدود استخدام القوة قائمان في عمق سعي اليسار الإسرائيلي لتحقيق انسحابات إضافية في يهودا والسامرة [الضفة الغربية].
  • استعداد أنصار السلام لتحمّل مخاطر تتعلق بانسحابات جديدة يفسرونه بالاعتماد على قدرة الجيش الإسرائيلي. في نظرهم الجيش هو أقوى قوة في المنطقة، وقوته تسمح له بالمخاطرة، "لأنه إذا نشأ تهديد بعد الانسحاب فإن الجيش قادر على معالجته بفاعلية".
  • يدل الواقع على محدودية أساس هذا الافتراض. حتى لو خاض الجيش معركة وكان متفوقاً فيها، ففي ظل واقع سقوط صواريخ على الجبهة الداخلية في إسرائيل، ينطوي استخدام هذه القوة فوراً على عرقلة عميقة لنمط الحياة في مراكز دولة إسرائيل، وهذه قصة لا يمكننا الدخول فيها بسهولة.
  • الاعتراف بحدود القوة يجب أن يكون، من وجهة النظر هذه، السبب الأساسي لإحداث تغيير جوهري في استعداد دولة إسرائيل لتحمّل مخاطر لها علاقة بانسحابات جديدة.