المواجهة مع الجهاد الإسلامي و"حماس" ستستمر إذا لم يتم تحقيق حسم
تاريخ المقال
المصدر
- لا شك في أن كلاً من حركتي "حماس" والجهاد الإسلامي في قطاع غزة تتنافسان فيما بينهما على مبلغ كراهية إسرائيل. ولكلتيهما هدف واحد هو تدمير إسرائيل. وفي ضوء ذلك ليس هناك أي احتمال لإجراء مفاوضات معهما أو للتوصل إلى اتفاق سياسي. إن الأمر الوحيد الممكن هو أنواع متعددة من الهدنة، وذلك فقط عندما يقتنع الجانب الآخر بأن كفته غير راجحة ولا يمتلك القدرة على تحقيق إنجازات. وعندما تكون لديه القدرة على الاستمرار في الإرهاب فإنه سيستمر ويصعّد.
- لا يعرف كل الإسرائيليين أن عناصر الجهاد الإسلامي تحاول كل الوقت المساس بإسرائيل. ونحن لا نسمع عن ذلك بفضل قدرة جهاز الأمن العام ["الشاباك"] والجيش الإسرائيلي على إحباط هذه المحاولات.
- ومع ذلك لا بد من القول إنه إذا لم يتم تحقيق حسم فإن المواجهة ستستمر. والسؤال المطروح: ما هو الحسم؟. ثمة عدة إمكانات مركزية: إمّا مواجهات عنيفة مع فترات هدنة تتغير مدتها بين مواجهة وأُخرى، أو احتلال والبقاء في أراضي القطاع، أو التوصل إلى تسوية وحل سياسي.
- في إمكان الجيش الإسرائيلي القيام بعمليات عسكرية ممتازة ويمكنه طبعاً الوصول إلى غزة. غير أن احتلال غزة معناه تحمّل المسؤولية الحصرية عن مليوني غزاوي. وستكون لهذا الأمر تداعيات كثيرة، ويجب أن نتذكر أنه ثبت في إسرائيل أن الموقت سرعان ما يتحول إلى الثابت.
- هناك إمكان آخر هو الذهاب نحو حل سياسي. لدينا شريك سياسي هو محمود عباس، لكن إسرائيل ليست موجودة في أي عملية تنسيق او حوار معه الآن. وإذا لم نذهب إلى حل سياسي، وهو أصلاً غير قائم في خطاب المؤسسة السياسية، فنحن نتجه شيئاً فشيئاً نحو مواجهة واسعة.
- إن أفراد الجهاد الإسلامي هم أشخاص قرروا تصعيد الإرهاب ضد إسرائيل وهم مرتبطون بحبل سرتهم بإيران. والفارق بينهم وبين "حماس" هو أنه ليست لديهم أي مسؤولية سلطوية لا على الجمهور ولا على الأرض.
- إن عملية التصفية الموضعية التي جرت أمس (الثلاثاء) هي أداة ممتازة لا يمكن التنازل عنها. ولم تكن في قيد الاستعمال عدة سنوات لكونها تؤدي في العادة إلى ردات فعل من الصنف الذي نعايشه الآن، لكن عملية أمس كانت علاجاً لقنبلة موقوتة- ليس فقط تصفية حساب وإنما أيضاً منع عمليات كانت ماثلة- ولذا فهي صحيحة ودقيقة. ولا يوجد جواب قاطع عن السؤال ما إذا كان من الصحيح انتهاج عمليات تصفية موضعية كسياسة أو لا، لكن هذه المرة كانت العملية صحيحة تماماً لأن المستهدف بهاء أبو العطا تحوّل إلى شخص مؤجج مركزي لإرهاب ألحق الضرر بإسرائيل وكان في نيته، كما يُستشف، أن يعاظم هذا الضرر.