استمرار التظاهرات في منطقة السياج الحدودي مع قطاع غزة يؤدي إلى وضع من عدم الاستقرار قابل للانفجار في أي لحظة
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف
  • تشير التقديرات السائدة في أروقة المؤسسة الأمنية الإسرائيلية إلى أنه حتى في حال حدوث تقدّم في محاولات الوساطة التي تقوم بها مصر ومبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف بين إسرائيل وحركة "حماس"، فإن ذلك لن يؤدي فوراً إلى وقف التظاهرات وأعمال الشغب العنيفة في منطقة السياج الأمني الحدودي مع قطاع غزة ["مسيرات العودة وكسر الحصار"].
  • في الوضع القائم الآن ما يزال قطاع غزة واقعاً تحت وطأة أزمة اقتصادية تُعتبر الأشد قسوة. ومثلما أن هناك في إسرائيل حملة انتقاد لسلوك الحكومة والجيش في مقابل المنظمات الإرهابية في قطاع غزة خلال السنة الأخيرة، ثمة حملة انتقاد داخلية في المجتمع الفلسطيني لسلوك حركة "حماس" التي لا تنجح في تحقيق أي مكسب مهم للجمهور مرتبط بتحسين الوضع الاقتصادي وظروف الحياة في القطاع. وفي هذا السياق يعتقد كثيرون من المسؤولين الأمنيين في إسرائيل أن التظاهرات في منطقة السياج الأمني الحدودي تتيح لـ"حماس" إمكان تحرير جزء من الضغط الذي تتعرّض له في اتجاه إسرائيل، وبالتالي يساعدها هذا في تخفيف حدة الغضب الداخلي عليها في القطاع.
  • في الأسابيع الأخيرة قامت "حماس" بواسطة عناصرها الأمنية بكبح آلاف المتظاهرين الذين وصلوا إلى منطقة السياج الحدودي، وبذا خفضت من حدّة ألسنة اللهيب. وتقدّر المؤسسة الأمنية بأن تستمر "حماس" في اتباع هذا النهج خلال تظاهرات الأسبوع الحالي، بعد غد (الجمعة). وفي غضون ذلك يواصل المصريون جهود الوساطة الرامية إلى تثبيت حالة التهدئة بين الجانبين. ويمكن القول إن هناك تقدماً ما في المفاوضات الدائرة لكنه غير جوهري.
  • وتم أمس (الثلاثاء) توسيع مساحة الصيد البحري قبالة شواطئ قطاع غزة مسافة أقصاها 15 ميلاً بحرياً. ومن المتوقع أن تقوم إسرائيل بتسهيلات أُخرى إذا ما استمر الهدوء. ويفحص المصريون إمكان القيام بخطوات مهمة إضافية بالتعاون مع دول أُخرى يمكنها أن تؤدي إلى تحسين الأوضاع المدنية في القطاع.
  • تجدر الإشارة إلى أن التظاهرات الأسبوعية في منطقة الحدود مع قطاع غزة بدأت يوم 30 آذار/مارس 2018، وتخللتها عدة جولات تصعيد أمنية بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية. وبلغ عدد القتلى الفلسطينيين منذ ذلك الوقت 280 قتيلاً، بالإضافة إلى آلاف الجرحى. وعلى الرغم من هذا الثمن الباهظ ما تزال قيادة "حماس" في غزة ترى أن استمرارها جزء من استراتيجيا ممارسة الضغط على إسرائيل من أجل الحصول على تسهيلات اقتصادية إضافية.
  • ومن ناحية إسرائيل، يؤدي استمرار التظاهرات في منطقة السياج الحدودي إلى وضع من عدم الاستقرار قابل للانفجار في أي لحظة. ويتسبب هذا الوضع بتآكل قوة الردع الإسرائيلية، ويضطر الجيش الإسرائيلي إلى استثمار موارد كثيرة في مهمات منهكة تُضاف إلى مهماته الجارية المتعلقة بالحفاظ على أمن السكان في المستوطنات المحاذية للقطاع.