عناق الدب بين "حماس" وإسرائيل
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

– الموقع الإلكتروني
المؤلف
  • التصعيد على نطاق صغير الذي حدث ليلة الأربعاء وفجر يوم الخميس هو سمة مميزة لعناق الدب الغريب بين "حماس" وإسرائيل، ومصر، والأمم المتحدة. من جهة، هناك تسوية دبلوماسية- تخفيف الضائقة المدنية في القطاع في مقابل الهدوء؛ ومن جهة أُخرى ما تزال تنشب جولات تصعيد من وقت إلى آخر - لأن "حماس" غير راضية عن وتيرة التقدم في التسهيلات، أو لأن "عنصراً مارقاً" يريد تعطيل التسوية مثل حركة الجهاد الإسلامي.
  • الأحداث الأخيرة هي نموذج ممتاز لسلوك مستمر فعلياً منذ تشرين الأول/أكتوبر 2018. لقد تم تقريباً الاتفاق على المرحلة الثانية من التسوية بين الطرفين، لكن "حماس" تدّعي أن إسرائيل لا تنفّذ سوى جزء ضئيل مما التزمت به.
  • تسعى إسرائيل للقيام بدورها في التسوية، لكن الأمور ليست دائماً تحت سيطرتها. لا يوجد حوار مباشر مع "حماس"، والمفاوضات مثلها مثل تنفيذ الخطوات العملية تجري بواسطة الأمم المتحدة ومصر وقطر. وأحياناً تحبط البيروقراطية النوايا الصادقة لإسرائيل وأيضاً لـ"حماس".
  • من أجل حث إسرائيل، استأنفت "حماس" بالأمس إطلاق البالونات الحارقة والمتفجرات على مستوطنات غلاف غزة. وفي الليل سُمعت أصوات تفجيرات بالقرب من السياج الحدودي وإلقاء عبوات، لأن وحدات" الإرباك الليلي" التي تستهدف إقلاق نوم الإسرائيليين في المستوطنات القريبة من السياج، جددت نشاطها.
  • الرد الإسرائيلي السريع، كان مهاجمة منشأة عسكرية تابعة لـ"حماس" في شمال القطاع، وذلك على الرغم من وجود مصلحة واضحة لإسرائيل في المرحلة الحالية في منع التصعيد. ذكرى شهداء حروب إسرائيل، وذكرى يوم الاستقلال، ومهرجان اليورو فيجن، وتشكيل الائتلاف الحكومي - كل ذلك يجب أن يحدث من دون إزعاجات خارجية تؤدي إلى هرب السياح، وإلى تأجيج الأجواء السياسية.
  • لذلك ضبط الجيش الإسرائيلي نفسه في مطلع الأسبوع ولم يرد على الصاروخ الذي أُطلق من غزة وسقط لحسن الحظ في البحر. الصاروخ أطلقته حركة الجهاد الإسلامي التي تحاول تعطيل التسوية والتهدئة - سواء لأنها ترغب في وجود حالة دائمة من الحرب أو لأن أسيادها الإيرانيين يتوقعون منها أن تتصرف على هذا النحو. لكن مضايقات الأمس بادرت إليها على ما يبدو "حماس"، لذلك قوبلت الإشارات العنيفة بإشارات عنيفة من إسرائيل التي قصفت منشأة عسكرية، وهكذا خسرت "حماس" رصيداً عسكرياً آخر في الفترة الأخيرة.
  • يمكن الافتراض أنه بذلك تنتهي الجولة –المصغرة الحالية، ومن الواضح جداً أن الطرفين، "حماس" وإسرائيل، يريدان التهدئة حالياً. لكن هذه الجولة المصغرة تدل على مدى هشاشة الوضع، وأنه على الرغم من عدم رغبة "حماس" وإسرائيل في التصعيد، فإننا قد ننجر إليها تقريباً من دون إنذار، وقد نجد أنفسنا في خضم معركة كبيرة سيدخل فيها الجيش الإسرائيلي إلى القطاع.
  • من أجل فهم الوضع والتطورات التي يمكن أن تحدث يجب العودة إلى الوراء، إلى آذار/مارس 2018 - حين بدأت "مسيرات العودة" إلى السياج الحدودي في القطاع. خلال عام قُتل 187 فلسطينياً على السياج وجُرح آلاف الغزيين. وخسرت إسرائيل مقاتلين اثنين من الجيش، وسقط لها جرحى خلال ست جولات تصعيد كبيرة تضمنت إطلاق صواريخ وقذائف مدافع هاون فلسطينية وهجمات لسلاح الجو.

لكن في المقابل، دارت وراء الكواليس اتصالات بهدف التوصل إلى تهدئة، وقيادة "حماس" في القطاع هي التي بادرت إليها. وفي موازاة المواجهات على السياج والتصعيدات بلّغت هذه القيادة الأمم المتحدة في آذار/مارس 2018 بأنها مستعدة للتهدئة في مقابل "رفع الحصار عن غزة" والتخفيف من الضائقة الإنسانية  التي يعانيها سكان غزة.