الغزاويون سئموا
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • عبارة" نريد أن نعيش" ليست فقط شعاراً رفعه سكان غزة في التظاهرات التي جرت في الأسبوع الماضي في قطاع غزة ضد "حماس" - بل هي أيضاً عنوان صفحة على الفايسبوك لديها آلاف المتابعين، وتُنشر فيها عشرات التعليقات الحادة التي تنتقد "حماس".
  • "في الوقت الذي خرجت الحركة (الشعبية) للتظاهر، فجأة خرج أيضاً القسام (كتائب عز الدين القسام) في عرضه العسكري. والله، إن الذي أعطاهم هذه الأفكار الرديئة هم اليهود"، كتب محمد المصري متهماً الذراع العسكرية لـ"حماس" بالهجوم المقصود على حق الجمهور في التظاهر.
  • "كيف يمكن لشباب عز الدين القسام أن يقبلوا الفقر الذي يعيشون فيه بينما قادتهم هم من كبار من يغسلون الأموال ويجمعون التبرعات من كل العالم؟" يسأل نائل خضر.
  • في بحث قصير على الفايسبوك يظهر شريط فيديو لامرأة تغلي من الغضب لمقتل شاب صغير بنيران عناصر من "حماس". "لماذا يوجد لدى ابن مسؤول كبير في حماس في العشرين من عمره كل ما يريده، بيت وسيارة جيب، ويستطيع أن يتزوج، وليس لدى ابن الشعب أي شيء، حتى الخبز؟" توجّه المرأة من دير البلح غضبها على ما يبدو ضد قيادي في "حماس"يسألها إذا رأت من أطلق النار، وهل كان يرتدي زي شرطة أو زي جندي. أجابته: "لم يكن يرتدي زياً، لكن أقول لك بمسؤولية إنه عضو في عز الدين القسام".
  • الاحتجاج الشعبي في جباليا، ودير البلح وخانيونس، ليست هذه المرة الأولى التي يتظاهر فيها سكان غزة رداً على الأزمة الاقتصادية. كما أنها ليست المرة الأولى التي تنشر فيها وسائل التواصل الاجتماعي تعليقات حادة ضد قيادة "حماس". قبل عامين انتشرت أشرطة فيديو أظهرت كيف يتمتع المقربون من إسماعيل هنية برفاهية العيش، والوحشية التي يفرق بها عناصر "حماس" التظاهرات. لكن يبدو أن الاحتجاج هذه المرة أشد وأوسع، والردود الشعبية ضد أسلوب تفريق التظاهرات تجاوزت كل للحدود.
  • تدل طريقة الاحتجاج على أن الخوف من سلطة "حماس" أصابته تصدعات عميقة، والخوف من القوة أخذ في التبدد. يُعزى إلغاء التظاهرات يوم الجمعة بالقرب من السياج، طبعاً، إلى الوساطة المصرية وتجاوُب "حماس" التي أوضحت أن إطلاق النار على إسرائيل يوم الجمعة كان نتيجة "خطـأ". وقد أصدرت "حماس" تحذيراً من أي خروج عن أوامرها - هذه المرة الأوامر هي المحافظة على الهدوء. لكن من المحتمل أن تكون "حماس " نفسها غير واثقة تماماً من أنها بعد تفريق التظاهرات بشدة، الذي شمل إطلاقاً للنار، ستنجح مجدداً في تعبئة الجماهير للتظاهر بالقرب من السياج للاحتجاج على الحصار. وقد نشر موقع حركة الجهاد الإسلامي التي ترسل شبابها للتظاهر بالقرب من السياج، يوم الجمعة بياناً دان فيه رسمياً استخدام القوة ضد المتظاهرين وطالب بإطلاق سراح جميع الموقوفين. وجاء في البيان: "إنه خرق لحق التظاهر الذي يُعتبر جزءاً من حق كل مواطن في التعبير عن رأيه".

المفارقة هي أنه في ظروف أُخرى كانت إسرائيل سترضى عن الاحتجاج العام في غزة وترى فيه دليلاً على نجاح سياسة الحصار التي يمكن أن تؤدي، بحسب ادعائها، إلى إسقاط "حماس". لكن الاضطرابات التي تعانيها "حماس" حالياً تقلق أيضاً إسرائيل. فهي بحاجة إلى شريك يتحمل مسؤولية إدارة القطاع، ويكبح حدوث تفكك يمكن أن يؤدي إلى مواجهة مسلحة واسعة النطاق عشية الانتخابات، ويشكل عنواناً للوساطة. فجأة يتضح أن المواجهات على السياج هي تهديد هامشي، مقارنة بالخطر الذي يهدد استقرار حكومة "حماس".