حزب الله يحاول مجدداً تعزيز وجوده في الجولان السوري
تاريخ المقال
المصدر
- في الوقت الذي تحاول حركة "حماس" أن تسخن بالتدريج أعمال الشغب بالقرب من السياج الأمني في منطقة الحدود مع قطاع غزة، كما يدل على ذلك تجدّد نشاطات "وحدة الإرباك الليلي" التابعة للحركة خلال الأيام الأخيرة، يجدر الانتباه إلى الواقع الآخذ بالتشكل في منطقة الحدود بين إسرائيل وسورية في هضبة الجولان، حيث يحاول حزب الله تعزيز وجوده، كما حاول قبل 4 سنوات بالضبط.
- وأفادت تقارير إعلامية سورية أن دبابات الجيش الإسرائيلي قصفت أول أمس (الاثنين) مستشفى في مدينة القنيطرة وألحقت أضراراً مادية به. كما أشير إلى أن أضراراً لحقت بنقطة استطلاع في بلدة جباتا الخشب القريبة من منطقة الحدود. وقالت بعض التقارير إن الحديث يدور حول "ناشطين محليين"، لكن يمكن الافتراض أنه يدور حول مقاتلين تابعين لحزب الله يحاولون العودة إلى الجولان السوري خلافاً للتفاهمات القائمة.
- وفي الوقت الذي حافظ الجيش الإسرائيلي على الغموض فيما يتعلق بهذه الهجمات، قال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إن إسرائيل هي التي تقف وراءها، كما فعلت في حالات سابقة أيضاً في الأسابيع الأخيرة، من دون صلة لذلك بالانتخابات العامة القريبة.
- ويحاول حزب الله، في هذه الفترة التي استكملت فيها قوات الرئيس السوري بشار الأسد السيطرة على الجولان السوري، أن يتموضع في خط المواجهة قبالة الجيش الإسرائيلي، كما حاول بالضبط في الفترة 2014- 2015، عندما تولى جهاد مغنية، نجل عماد مغنية، مهمات قيادة جبهة هضبة الجولان من طرف حزب الله و"فيلق القدس" الإيراني، وذلك بهدف تعزيز خط المواجهة هذا، والقيام بتنفيذ عمليات مسلحة ضد إسرائيل. ويوم 18 كانون الثاني/يناير 2015 تمت تصفيته من الجو في عملية نُسبت إلى إسرائيل.
- وقبل 11 سنة بالضبط قُتل والد جهاد، عماد مغنية، من طرف إسرائيل وفقاً لوسائل إعلام أجنبية. وقرّر حزب الله أن يرد بعد 10 أيام من خلال قيامه بإطلاق صواريخ "كورنيت" في اتجاه قافلة عسكرية إسرائيلية في منطقة هار دوف [مزارع شبعا]. وتسبب ذلك بمقتل ضابطين إسرائيليين من لواء غفعاتي. وأعلن حزب الله الآن أنه ينوي نشر صور من تلك الحادثة التي تُعتبر الأخطر منذ حرب لبنان الثانية [صيف 2006].
- المسؤولون في الجيش الإسرائيلي رفضوا التعقيب على إعلان حزب الله هذا، لكنهم في الوقت عينه أكدوا أنهم يراقبون عن كثب محاولات الحزب في الأشهر الأخيرة تعزيز وجوده في نفس خط المواجهة من أجل إنشاء جبهة فعالة ضد إسرائيل لا تخضع للقواعد المعمول بها حيال الحزب في منطقة الحدود مع لبنان. وفي الشهرين الأخيرين تم تسجيل عدة حوادث في منطقة الحدود مع سورية، والهجمات التي لم يتم تحمُّل مسؤوليتها جاءت لترسل إشارات إلى الجانب الثاني بشأن الخطوط الحمراء، تماماً كما تم العمل إزاء إيران التي حاولت أن تتموضع عسكرياً في سورية ونجحت عمليات سلاح الجو الإسرائيلي في إحباطها.
- وخلافاً للعمليات قبل 4 سنوات، فإن الإيرانيين هذه المرة غير موجودين تقريباً في منطقة الحدود مع سورية. ويبدو أن المواجهة المتجددة تدور بين إسرائيل وحزب الله. ولا شك في أن الحزب منهمك في قضايا داخلية ولا يتطلع إلى خوض مواجهة مع إسرائيل من لبنان، لكن يمكن القول إن إمكانية خوض مواجهة كهذه من سورية تبدو مريحة أكثر، ولذا يتعيّن على إسرائيل أن تعمل بنفس مستوى الحزم الذي عملت به سنة 2015، ونجحت من خلاله في تشويش خطط حزب الله.