تقديرات المؤسسة الأمنية: نتوقع أن تتشدد إيران في ردودها على الهجمات الإسرائيلية في سورية
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- في المؤسسة الأمنية يقدّرون أن تقاسم السيطرة في سورية المتوقع في نهاية الحرب الأهلية، وإعلان الولايات المتحدة أنها ستُخرج قواتها من هناك، يشجعان إيران على الرد بقوة أكبر من الماضي على الهجمات الإسرائيلية. والتقدير هو أنه على الرغم من أن الوضع الاقتصادي في إيران والتدخل في الحرب في اليمن دفعا طهران إلى تقليص وجودها في سورية، فإنها لم تتخل عن رغبتها في تعزيز سيطرتها هناك. بالإضافة إلى ذلك، يعتقدون في المؤسسة الأمنية أن جولة الهجمات الحالية بين إسرائيل وإيران انتهت، وأن احتمال التصعيد ونشوب حرب هو احتمال ضئيل.
- في سنة 2018، اكتشفت إسرائيل أن عدد القوات الإيرانية في سورية تقلص إلى النصف. بالإضافة إلى ذلك، تقدّر المؤسسة الأمنية أن إيران لم تتخل عن رغبتها في السيطرة على الدولة، ويعتقدون أن سنة 2019 ستكون حاسمة من هذه الزاوية. في نهاية الحرب الأهلية في سورية سيجري توزيع السيطرة في الدولة مجدداً بما يتلاءم مع رغبة الدول العظمى التي تتحرك فيها - روسيا، تركيا، وإيران. والتقدير أن إيران ستغيّر طريقة عملها في سورية قبيل هذا التقسيم.
- يرى فيلق القدس وقائده قاسم سليماني في السيطرة على سورية أمراً حاسماً بالنسبة إلى تحوّل إيران إلى قوة إقليمية عظمى. بيْد أن الأزمة الاقتصادية في إيران والانتقادات الداخلية يجعلان من الصعب على الفيلق إنفاق كثير من الموارد على القتال في سورية، ولم ينجح سليماني في ترسيخ قوة إيران في سورية كما خطط. بالإضافة إلى ذلك، تكبدت إيران خسائر على صعيد الوعي فيما يتعلق بصورتها جرّاء سرقة الأرشيف النووي، وإسقاط الطائرة من دون طيار في مطلع السنة الماضية والهجمات المتكررة ضد شحنات السلاح. وبحسب تقدير المؤسسة الأمنية، المصاعب الإيرانية، وسعي إيران لتحصين وجودها في سورية، هما اللذان دفعا بها بالأمس إلى شن الهجوم على جبل الشيخ، بهدف ردع إسرائيل عن ضرب أهداف إيرانية في سورية. في الجيش مستعدون لردود إضافية من إيران، سواء مباشرة أو بواسطة قوات أُخرى.
- بعد مرور يوم من تبادل الضربات بين الجيش الإسرائيلي وإيران، يقدرون في المؤسسة الأمنية أن احتمال نشوب حرب ما يزال متدنياً وأن جولة الهجمات وصلت إلى نهايتها. لكن اختيار إسرائيل العمل والهجوم بحسب استراتيجيا المعركة بين الحروب، تؤدي بحسب التقديرات إلى احتمالات كبيرة للانفجار. فخروج عملية عن مستوى معين يمكن أن يؤدي إلى تدهور أمني، على الرغم من عدم رغبة الطرفين فيه.
- في الجيش يميزون بين إطلاق مضادات جوية من أراضي سورية رداً على هجوم سلاح الجو، وبين إطلاق صواريخ في اتجاه أراضي إسرائيل لضرب أهداف مدنية. ويوضحون في الجيش أن إطلاق نار على إسرائيل لن يمر مرور الكرام، لذا فإن إطلاق الصاروخ من جبل الشيخ تطلب رداً قوياً- بما يتلاءم مع الأساليب المنتهجة في العامين الماضيين. في إيران أيضاً وبحسب تقديرات المؤسسة الأمنية، فهموا أن إطلاق الصاروخ هو عملية غير مسبوقة ستؤدي إلى تصعيد.
- ثمة تقارب زمني بين إطلاق الصاروخ من جبل الشيخ وبين تسلّم أفيف كوخافي مهماته، لكن بحسب التقديرات ليس المقصود محاولة اختبار رئيس هيئة الأركان الجديد. كما أن الهجوم ليس محاولة لترسيخ قواعد جديدة في سلوك الطرفين مختلفة عن تلك التي كانت موجودة خلال فترة أيزنكوت.
- لا يوجد في المؤسسة الأمنية نية لوقف التحرك الرامي إلى منع التمركز الإيراني في سورية، ومن جهة أُخرى، يستعدون في الجيش لازدياد قوة الجيش السوري. وبالاستناد إلى التقديرات، بعد خمس سنوات سيصبح جيش بشار الأسد أقوى وأكثر تطوراً مما كان عليه حين نشوب الحرب الأهلية. وسوف يستفيد هذا الجيش من وسائل قتالية روسية متطورة. منظومة الدفاع الجوي السورية التي استخدمت يوم أمس بانتسير PantsirS1 (22 SA) هي قديمة نسبياً، وفي المستقبل سيضطر طيارو الجيش الإسرائيلي إلى مواجهة منظومات أكثر تطوراً بكثير.