يريد إنقاذ الشعب وحده: هكذا يتوّج بني غانتس نتنياهو لولاية خامسة
تاريخ المقال
المصدر
- رئيس الأركان السابق، اللواء في الاحتياط بني غانتس، سجل هذا الأسبوع أخيراً حزبه الجديد. اسمه "حوسِن ليسرائيل" [مناعة لإسرائيل]. بقي أن يوضح من يرأس هذا الحزب مواقفه. وماذا يريد أن يكون عندما يصبح كبيراً. هل هو يميني أو يساري؟ حزب وسط ؟ هل سيجلس مع بيبي (من الواضح أنه سيفعل ذلك) أم لا؟ مع حل الدولتين أو مع الضم؟ مع التديّن أو مع الخصخصة؟ لكن غانتس لا يتكلم أو من دون أن يتعرض للهجوم. كل الذين يعرفونه يعلمون أن هذا أفضل. وبين الذين يحيطون به هناك من يعتقد أنه يستطيع الوصول إلى الانتخابات من دون أن يتكلم. لكنهم على خطأ.
- رغماً عنه تحوّل غانتس، على الأقل حتى الآن، إلى صورة العنصر الحاسم في انتخابات 2019. هو كاسر للتوازن، مع احتمال أن يكون هذا ما سيكسّر رأسه. غانتس هو العروس الوحيدة التي يلاحقها عريسان يتنافسان بينهما مَن يقدم محبساً أكبر. المشكلة أن غانتس لا يريد الانضمام إلى أحد. يريد أن ينقذ الشعب وحده. في مثل هذا الوضع هو ينتج ثلاثة أحزاب، كل واحد منها قوته الانتخابية ما بين 15 وحتى 10 مقاعد. أي أن بيبي سيفوز. وغانتس يمكن أن يتوّج نتنياهو لولاية خامسة.
- ما المطلوب كي تكون رئيساً للحكومة في إسرائيل؟ هناك ثلاثة شروط ضرورية: منصة سياسية، غريزة القتل، والإحساس بالثقة. يحتاج المرشح إلى حزب أو منصة تعرف كيف تخلق الاهتمام يوم الانتخابات. والمقصود بالمنصة نشطاء، وبنية تحتية تنظيمية، وجيش من المتطوعين، وتمويل وغطاء لوجستي. حزب يوجد مستقبل هو حزب سياسي قوي وفعال ومنظم. الليكود هو ماركة تجارية ممتازة، على الرغم من أنه ليس خالٍ من المشكلات. حزب العمل خردة مهلهلة، لكن لديه قاعدة طبيعية تساوي 10 مقاعد على الأقل.
- نصل إلى غزيزة القتل: رئيس الحكومة يجب أن يكون الشخص المستعد لأن يقتل من أجل منصبه. يستيقظ في الساعة الخامسة صباحاً ويعمل حتى الساعة الواحدة ليلاً. خلال الساعات الأربع التي ينام فيها يحلم بمنصبه.
- الإحساس بالثقة هو العنصر الثالث. في إسرائيل يتحدثون عن غلاء المعيشة، ويشتكون من غلاء أسعار الشقق السكنية، ويتذمرون من عجقات السير، ومن الفجوات، ومن الحياة، ومن كل شيء. لكنهم في النهاية يذهبون إلى الصناديق وينتخبون من يمنحهم الإحساس بالثقة. شامير في 1984، وشامير في 1988، ورابين في 1992، ونتنياهو في 1996، وباراك في 1999، وشارون في 2001، كل رؤساء الحكومة الذين انتُخبوا جرى ذلك بناء على الثقة. الإسرائيليون ينتخبون من يعطيهم الإحساس بالثقة. ليس المقصود ثقة حقيقية، بل الإحساس بالثقة.
- تتوفر لدى نتنياهو العناصر الثلاثة التي عددناها بوفرة. لديه منصة سياسية موضوعة في خدمة أهوائه وأهواء عائلته. لديه غزيزة القتل وقدرة لانهائية على الحياة والبقاء، ونجح في أن يمنح نفسه صفة "سيد الأمن". في الماضي كان بحاجة إلى الجنرالات وسعى لإحاطة نفسه بهم. اليوم أصبح يعرف أفضل منهم.
- لبيد يتمتع بشرطين من الشروط الثلاثة. لديه إصرار لا نهائي، ومنصة سياسية ناجعة ومنضبطة بُنيت في ظله وعلى صورته. لكنه بحاجة إلى صورة أمنية خاصة به. سنة ونصف السنة في المجلس الوزاري المصغر غير كافية. هذه الصورة الأمنية يحاول لبيد تحقيقها لنفسه، من دون نجاح حتى الآن. ولا أستبعد أن ينجح في النهاية.
- آفي غباي أكثر سوءاً. لديه منصة سياسية متعثرة. أيضاً الإحساس بالثقة ليس الجانب القوي لديه. بقيت غريزة القتل. لا أستبعده من هذه الفئة، فقد سيطر على حزب العمل في مواجهة أشخاص مثل هرتسوغ وعمير بيرتس، لكن يبدو أن المنحدر الزلق المسجون فيه أقوى من إرادته.
- ماذا بشأن غانتس؟ هو يكتفي بالإحساس بالثقة، لكنه لا يستطيع أن يعتمد عليه بالكامل. غانتس رجل ذو تفكير غامض. أشخاص جلسوا معه ساعات غير قادرين على أن يقولوا بعدها ما قاله أو ما هي الخلاصة. السبب الذي جعل الجميع مقتنعين بأنهم يتفقون معه هو أنه ينجح في إعطائهم إحساساً جيداً من دون أن يقول شيئاً ملموساً. هذه هي الطريقة التي جعلته رئيساً للأركان، بعد أن كان الخيار الرابع لهذا المنصب، ومع ذلك جرى اختياره، لأن الاحتمالات الثلاثة الأُخرى سقطت.