كيف يمكنكم النوم بهدوء؟
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- إسرائيل تنساق بهدوء نحو مواجهة عسكرية محتملة في الشمال. يجوز أنها تنجرّ، ويجوز أنها تنزلق، وهي تؤجج وتخفف النيران وفقاً لحاجات ليس واضحاً إذا كانت أمنية أو سياسية. قبل ثلاثة أسابيع فقط جرى إعلان البدء بعملية هندسية لمعالجة الأنفاق، "عملية درع شمالي"، كرجع صدى لعملية "سلامة الجليل" [الغزو الإسرائيلي للبنان في سنة 1982] و"الجدار الواقي" [العملية العسكرية ضد الضفة الغربية في سنة 2002]. ولقد فرض نتنياهو على رئيس الأركان مؤتمراً صحافياً مشتركاً، جرى توقيته مع بداية النشرات الإخبارية في التلفزيون.
- الجو الدرامي ويوم الحساب سعى نتنياهو لخلقهما قبل ذلك، عندما حاول منع استقالة وزراء حزب البيت اليهودي. هذا الأسبوع وبعد أن جرى تقديم موعد الانتخابات، وازداد الشعور بالتوتر الأمني سوءاً، أخذ نتنياهو المجلس الوزاري المصغر في نزهة إلى الجليل وأعلن بصورة فاجأت الجيش أن "عملية درع شمالي أصبحت وراءنا". وفي المساء هاجم سلاح الجو أهدافاً في سورية. وأُطلق صاورخ رداً على الهجوم. وفي محاولة لاعتراضه أُطلق في اتجاهه صاروخ. في اليوم التالي جرت تجربة لإطلاق صفارات الإنذار في غوش دان.
- الإسرائيليون يتقبّلون هذا كله بلامبالاة، ومن دون طرح أسئلة لا لزوم لها. مقاربتهم سلبية، نظرتهم إلى ما يحدث وكأنه أمر محتوم أو مثل نظرتهم إلى حال الطقس. بلادة في الشعور. عندما تهاجم إسرائيل من الأجواء اللبنانية أراض سورية مستهدفة شحنات سلاح من طهران إلى حزب الله، يمكن أن نسجل في دائرة التأثير خمسة أطراف محتملة للرد: حزب الله، الجيش السوري، الجيش اللبناني، الحرس الثوري الإيراني، والقوات الروسية. الأميركيون أعلنوا قطع علاقتهم بالمنطقة. "حان الوقت كي يقاتل الآخرون"، على حد تعبير مسيح اليمين دونالد ترامب. الرهان عليه فشل؛ التملق والتفاني لفلاديمير بوتين ساعدا في الأساس على تعزيز صورة الزعيم العالمي. هل إسرائيل فعلاً مستعدة للتصعيد في هذه الظروف؟
- الهدف المقدس معرّف بأنه "منع تعاظم قوة حزب الله". لا يمكن الاعتراض عليه، والطريقة الوحيدة للدفع به قدماً هي عسكرية. لقد عيّن رئيس الحكومة نفسه وزيراً للدفاع وللخارجية. مجلس الأمن القومي أصبح فارغ المحتوى ولا يمارس مهمته كهيئة استشارية ذات وزن؛ رئيسه مائير بن شبات، يعمل مؤخراً كمراسل يُرسَل للحديث مع حاخاميْ يهودا والسامرة كي لا يستقيل مَن يقع تحت وصايتهم، نفتالي بينت، من الحكومة. مَن سبقه في المنصب، يوسي كوهين، بناء على طلب نتنياهو طرح رأياً مشكوكاً به لإثبات صلاحية صيغة الغاز. بعدها عُيّن رئيساً للموساد. وليس قبل أن يسأله نتنياهو إن كان سيكون مخلصاً له شخصياً. مرشح اعتُبرت فرصه أكبر لم يعيّن، بعد أن رد بدهشة بأنه سيكون مخلصاً للدولة.
- رئيس الأركان، غادي أيزنكوت شخص ناضج ومسؤول، ينهي مهمته. مَن سيحل محله، أفيف كوخافي، يتولى منصبه من موقف ضعف، بعد ان فُرض على نتنياهو الذي حوّل نفسه إلى وزير دفاع أيضاً في هذه الأثناء. الشخص المفضل بالنسبة إليه لرئاسة هيئة الأركان، سكرتيره العسكري السابق إيال زامير، جرى تفضيله لمنصب نائب كوخافي على مرشح أكثر تجربة. لا يوجد مفوض للشرطة ومَن يقوم بمهمته الحساسة هو القائم بأعماله. جرى حل الكنيست، وتوقف عمل لجنة الخارجية والأمن. والحكومة المعروفة بأنها لا تتمتع بعمق استراتيجي وبتعدد الآراء تحولت إلى حكومة تصريف أعمال لا أهمية لها.
- منظومة كاملة من التوازنات والضوابط أصبحت خارج الاستعمال. خُنقت روح النظام الديمقراطي الذي من المفترض تمكّنه من أن يواجه بفعالية أوضاعاً أمنية وسياسية طارئة. مصير إسرائيل متروك حصرياً في يد أب الأمة الغارق حتى عنقه في توصيات بتوجيه لوائح اتهام له، عشية انتخابات جرى تقديمها بما يتلاءم فقط مع حاجاته الشخصية.
كيف يمكنكم ان تناموا بهدوء في الليل؟