صادق الكنيست الإسرائيلي بالقراءتين الثانية والثالثة مساء أمس (الأربعاء) على مشروع قانون حلّ الكنيست، وتقديم موعد الانتخابات العامة إلى يوم 9 نيسان/ أبريل 2019.
وأيّد مشروع القانون 104 أعضاء كنيست وعارضه عضوان.
وقدّم مشروع القانون وزير السياحة والهجرة ياريف ليفين [الليكود] فقال إن حلّ الكنيست يأتي بعد 4 سنوات رائعة وغير مسبوقة من العمل من أجل مصلحة شعب إسرائيل، وأشار إلى أن الحكومة الحالية حسنت حياة الجمهور والدولة تماماً كما ستفعل الحكومة المقبلة التي ستكون تحت قيادة حزب الليكود أيضاً.
في المقابل أكدت زعيمة المعارضة عضو الكنيست تسيبي ليفني ["المعسكر الصهيوني"] أنه بالنسبة إليها تميزت السنوات الأربع الأخيرة بشعور من الذعر والخوف على مستقبل الديمقراطية الإسرائيلية.
وأضافت أن الانتخابات الجديدة تعطي أملاً للجمهور بأن في الإمكان أخيراً تغيير قيادة فاسدة قامت بتسويد وجه إسرائيل.
وكان رؤساء الائتلاف الحكومي أعلنوا، في بيان مشترك صادر عنهم يوم الاثنين الفائت، أنهم قرروا الذهاب إلى انتخابات عامة مبكرة يوم 9 نيسان/ أبريل 2019، وليس في الموعد الأصلي المقرّر للانتخابات العامة في إسرائيل، وهو يوم 4 تشرين الثاني/ نوفمبر 2019.
وذكرت مصادر سياسية رفيعة المستوى في القدس أن هذا القرار اتُخذ في إثر فشل رؤساء الائتلاف الحكومي في جَسر الهوة القائمة بين مواقفهم حيال القانون الجديد المتعلق بتجنيد الشبان اليهود الحريديم [المتشددين دينياً] في الجيش الإسرائيلي.
وجاء في البيان المشترك لرؤساء أحزاب الائتلاف أن قرار تقديم موعد الانتخابات اتُخذ من باب الحرص على الميزانية والمسؤولية الوطنية. وأشار البيان إلى أن رؤساء أحزاب الائتلاف عقدوا اجتماعاً للنظر في المصادقة على قانون التجنيد، وخلال الاجتماع أوضح بعضهم أنه بات يستصعب تمرير قوانين في الكنيست نظراً إلى الحكومة الضيقة التي يقودها بنيامين نتنياهو منذ استقالة وزير الدفاع السابق أفيغدور ليبرمان من الحكومة وخروج حزبه "إسرائيل بيتنا" من الائتلاف الذي أصبح يضم 61 عضو كنيست من أصل 120 عضواً.
وتعقيباً على قرار تقديم موعد الانتخابات، قال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع الذي عقدته كتلة الليكود في الكنيست يوم الاثنين الفائت، إنه أرجأ حلّ الكنيست إلى الآن بسبب الحملة العسكرية الضرورية ضد أنفاق حزب الله في لبنان ["درع شمالي"].
وأشاد نتنياهو بإنجازات حكومته في السنوات الأربع الأخيرة، وأبرزها الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة من تل أبيب إليها، وسنّ "قانون القومية" الذي ينصّ على أن إسرائيل هي الدولة القومية للشعب اليهودي.
وأعرب نتنياهو عن ثقته بفوزه في الانتخابات المقبلة، وأكد أن الائتلاف الحكومي المقبل سيكون شبيهاً بالائتلاف الحالي في حال فوزه في الانتخابات.
ورحبت أحزاب المعارضة الإسرائيلية بتقديم موعد الانتخابات العامة.
وقال رئيس حزب العمل وتحالف "المعسكر الصهيوني" آفي غباي إن الانتخابات ستكون بينه وبين نتنياهو.
وحذرت رئيسة المعارضة عضو الكنيست تسيبي ليفني [رئيسة حزب "الحركة"] من أن نتنياهو سيحاول تدمير ما تبقى من الديمقراطية الإسرائيلية، وأكدت أنها ستبذل كل جهدها من أجل وقفه. وكتبت ليفني في حسابها على موقع "تويتر": "قولوا من الآن فصاعداً: يوم الانقلاب وليس يوم الانتخابات".
وقالت عضو الكنيست تمار زاندبرغ، رئيسة حزب ميرتس، إن الانتخابات تشكل فرصة لإسقاط الائتلاف الحكومي الحالي ولتمكين إسرائيل من الانطلاق نحو مستقبل أفضل.
وقال رئيس كتلة "المعسكر الصهيوني" في الكنيست عضو الكنيست يوئيل حسون إن عملية انتهاء ولاية نتنياهو انطلقت، وأكد أن الجمهور سيقرر أي حكومة يريد: حكومة أمل أو حكومة ركود.
كما رحب رئيس القائمة المشتركة عضو الكنيست أيمن عودة بالانتخابات المبكرة.
من ناحية أُخرى قال بيان صادر عن البيت الأبيض في واشنطن إن الانتخابات الإسرائيلية التي ستجري في 9 نيسان/ أبريل 2019 تشكل أحد العوامل التي ستأخذها الإدارة الأميركية في الاعتبار عند إعلان خطتها للسلام المعروفة إعلامياً باسم "صفقة القرن".
ومنذ إعلان تقديم موعد الانتخابات الإسرائيلية توالت إعلانات شخصيات جديدة نيتها خوض الانتخابات لأول مرة بصورة منفردة، ومن أبرزها رئيس هيئة الأركان العامة السابق للجيش الإسرائيلي الجنرال احتياط بني غانتس الذي تتوقع له استطلاعات الرأي العام أن يحتل المرتبة الثانية بعد حزب الليكود الحاكم من حيث عدد المقاعد التي سيحصل عليها.
كما أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي السابق الجنرال احتياط موشيه يعلون أنه قرر خوض الانتخابات على رأس حزب جديد [اقرأ خبراً منفرداً في هذه النشرة].
علاوة على ذلك هناك عضو الكنيست أورلي ليفي - أبكسيس التي انشقت عن حزب "إسرائيل بيتنا"، والتي أعلنت أنها تنوي خوض الانتخابات على رأس حزب جديد اسمه "جسر"، وهو اسم الحزب الذي أسسه والدها وزير الخارجية الإسرائيلي السابق ديفيد ليفي في الماضي.