تشاد: أفريقيا تعود إلى إسرائيل
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف
  • الزيارة التاريخية لرئيس التشاد إدريس ديبي كشفت العلاقات التي كانت وراء الكواليس بين إسرائيل وتشاد، وبصورة خاصة في العقد الأخير. تشاد، الدولة المسلمة السنية، موجودة في موقع استراتيجي في وسط أفريقيا، بالقرب من ليبيا والسودان. وفي سنة 1972، قطعت علاقاتها بإسرائيل نتيجة ضغط ليبي. بالنسبة إلى التشاد الموضوع الأكثر أهمية هو الأمن. فهي تواجه في السنوات الأخيرة تهديدات الإسلام المتطرف من تنظيم "بوكو حرام" النيجيري، وتنظيمات إرهابية متفرعة عن تنظيم "الدولة الإسلامية".
  • وعلى الرغم من انتهاء الحرب الأهلية وزوال التوتر مع السودان، ما تزال التشاد تحارب متمردين في شمال الدولة، وبحسب تقارير أجنبية ساعدتها إسرائيل في صراعها هذا. ومثل كل الدول التي تقربت من إسرائيل، تشاد أيضاً - دولة فقيرة، صحراوية وقاحلة - مهتمة بالتكنولوجيا الإسرائيلية المتقدمة في مجالي الزارعة والمياه، وبصورة خاصة فيما يتعلق ببحيرة تشاد - التي تشهد حالة تراجع كبير منذ سنة 1960، وهي مهددة بالزوال، ويوجد حالياً 5% فقط من مساحتها الأساسية.
  • قرار تشاد تأثر بالازدهار السياسي لتقرب إسرائيل من الدول السنية المعتدلة. لا تريد تشاد البقاء في الخلف، ومن المعقول الافتراض أنها تريد استغلال العلاقات الوثيقة بين إسرائيل وإدارة ترامب. وفي الواقع، هي تتعاون مع الولايات المتحدة في محاربة الإرهاب، لكن الأميركيين يحافظون على مسافة معها. على سبيل المثال، في سنة 2017، وضعت الإدارة الأميركية تشاد في لائحة الدول التي يُمنع مواطنوها من زيارتها.
  • تعزيز العلاقات مع تشاد هو نتيجة السياسة الخارجية التي يقودها رئيس الحكومة نتنياهو في العقد الأخير، تحت عنوان: "إسرائيل تعود إلى أفريقيا، وأفريقيا تعود إلى إسرائيل". لقد سعى نتنياهو للتقرب من أفريقيا في محاولة لتغيير موقف دول القارة المعادي لإسرائيل في المنتديات الدولية، وكخطوة للرد على محاولات إيران الحصول على موطىء قدم في هذه القارة.
  • في العامين ونصف العام الأخيرين، زار نتنياهو أفريقيا ثلاث مرات، بينها زيارة تاريخية في حزيران/يونيو 2017، إلى أوغندا، وكينيا، وأثيوبيا، وليبيريا، وخلال زياراته كان نتنياهو أول زعيم غير أفريقي يخطب أمام مؤتمر دول غرب أفريقيا - وثلثها دول إسلامية. في تموز/يوليو 2016، تجددت العلاقات مع غينيا، وبعد ذلك بعام اتفق نتنياهو ورئيس مالي - دولة إسلامية- على إعادة الحرارة إلى العلاقات الثنائية.
  • تستفيد إسرائيل من تعميق العلاقات مع تشاد. سيساهم اعتراف تشاد الرسمي بعلاقاتها بإسرائيل الشرعية المتزايدة لعلاقات القدس مع دول عربية سنية. ثمة ميزة أُخرى ناجمة عن كون التشاد رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي (منذ وقت قصير، كان ديبي رئيس الاتحاد الأفريقي) - وهذا منصب يمنحها أهمية وقوة سياسية، ويمكن أن يساعد إسرائيل كي تكون مجدداً عضواً مراقباً في الاتحاد.
  • استخباراتياً، في إمكان إسرائيل الاستفادة من الدور الذي تقوم به تشاد في قوات حفظ السلام في أفريقيا، ومن مشاركتها في عمليات عسكرية ضد الإسلام المتشدد. وبهذا المعنى، فإن التقارب يمكن أن يساعد حتى في تقليص النفوذ والوجود الإيرانيين في القارة الأفريقية.