نتنياهو يراهن على وقوع أحداث أمنية ليبرر قراره السياسي
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف
  • جدول الأعمال الأمني الذي حدده رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في خطابه، والذي أوقف في هذه المرحلة حل الحكومة، يقدم بصورة غامضة تهديداً أو عملية أمنية، كتفسير لقرار الموافقة على الطلب المصري بوقف إطلاق النار، أو لسياسة إسرائيل المنضبطة حيال التصعيد الخطير الذي قامت به "حماس" من خلال إطلاق صاروخ مضاد للدبابات، والهجوم الصاروخي على إسرائيل. ومع ذلك، كان يمكن تقديم الرواية التي صورت الأيام الأخيرة كحالة طوارىء أمنية، في أي نقطة زمنية خلال الأشهر الأخيرة. وفي مواجهة ازدياد التوتر في الشمال والجنوب، ليس رهاناً خاطئاً تقدير وقوع حوادث أمنية كبيرة في مختلف القطاعات في الشهر المقبل أيضاً، وبواسطتها سيكون من الممكن تقديم قرار رئيس الحكومة على أنه تنبأ بها. مع ذلك السكوت والسرية يلزماننا بشرح القصة الحقيقية للجمهور.
  • لكن، صورة الوضع التي تظهر من أحاديث مع مسؤولين كبار في المؤسسة الأمنية تبدو مختلفة. صحيح أنهم يعتبرون أن المرحلة الحالية تنطوي على احتمال كبير لتصعيد أمني، في الجنوب والشمال، وفي الضفة الغربية أيضاً. إلى جانب هذه التقديرات، لا يرى كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية أن هناك تغيراً طرأ في الأيام الأخيرة، أو دخول عوامل تقرب إسرائيل من الحرب. إن تبرير رئيس الحكومة بأنه في مرحلة كهذه حساسة أمنياً لا تُحل حكومة، يمكن اعتباره تبريراً شرعياً وحتى مسؤولاً، وذلك في ضوء الواقع الأمني المعقد. وعلى الرغم من ذلك، فإن هذا الكلام وهذا الخط لرئيس الحكومة غير كافيين لكي يشرحا لماذا قبل أسبوعين فقط، كان هو نفسه مَن قاد جدول أعمال جرى تفسيره في المؤسسة السياسية بأنه خطوات نحو حل الحكومة. ليبرمان بصفته وزيراً للدفاع أعاد خلط الأوراق، وعلى ما يبدو، حرم نتنياهو مبادرة حل الحكومة.
  • لقد استعاد نتنياهو زمام المبادرة السياسية بخطوات سياسية قيدت وزير التعليم [نفتالي بينت] وتسببت له بهذه المهزلة المخجلة التي منعت على الأقل، حتى هذه اللحظة، حل الحكومة. ومع ذلك، على الصعيد الأمني، كل ما كان صحيحاً قبل نحو شهر لا يزال مهماً أيضاً اليوم. المطالبة بتوحيد الصفوف السياسية في أوقات الطوارىء القومية كان يمكن المطالبة بها أيضاً قبل شهر.
  • يظهر من تقديرات الجيش الإسرائيلي أننا قريبون أكثر من جولة تصعيد إضافية في قطاع غزة، ستكون أعنف وأطول مما سبقها ومن سلسلة المواجهات. وبحسب التقديرات فإن جولة إضافية يمكن أن تبدأ في الفترة القريبة. وعلى الرغم من أن إسرائيل نشطت في الشمال، فإن الأزمة مع الروس لن تجد طريقها إلى الحل في وقت قريب. ومنذ الحديث الهاتفي القاسي بين وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو مع وزير الدفاع السابق، غيّر الروس توجههم وأصبحت سياستهم إزاء إسرائيل أقل تسامحاً واحتواء. لقد سبق أن نشطت إسرائيل في سورية، لكن حرية عملها تضررت بصورة كبيرة جداً. وبالإضافة إلى التحدي في سورية، زاد حزب الله أيضاً من حجم المعضلة التي تواجهها دولة إسرائيل، وذلك بعد نشاطاته بشأن كل ما له علاقة بإقامة مصانع لتطوير صواريخ دقيقة على أراضي لبنان. أمّا مشكلة مهاجمة أهداف في لبنان فهي قصة مختلفة تماماً، وثمة شك في أن يُتخذ قرار كهذا، لكن ما يجري في لبنان يزيد بصورة كبيرة من احتمال تصعيد في هذا القطاع أيضاً.
  • في هذه الأمور جميعها، يمكن أن نجد أنه من الأفضل عدم حل الحكومة تحت شعار المسؤولية الوطنية والأمنية. هذه حجة مقنعة يمكن بالتأكيد تسويقها حالياً كسياسة عاقلة ومسؤولة، لكن يتعين على رئيس الحكومة أن يفسر في الوقت عينه، لماذا قام بتصرف سياسي، وتحديداً في ضوء هذا الواقع الذي كان موجوداً قبل شهر، لتحقيق هدف معاكس.
 

المزيد ضمن العدد 2975