نتنياهو لامس حملة انتخابية، اقتحم فيها الوسط
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • الحملة الانتخابية لرئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ستكشف عن خبرته الكبيرة، وسلطته الأمنية وتحفظه تجاه المغامرات العسكرية والسياسية. إنها استعادة للحملة الانتخابية التي فاز فيها ديفيد بن غوريون في انتخابات 1959 تحت شعار" قولوا نعم للختيار". كان بن غوريون حينئذ في الـ72 من عمره، أي أكبر بثلاث سنوات من نتنياهو عندما سيترشح في انتخابات 2019. الرسالة ستُحدّث وستجري ملاءمتها مع التغريدات على الإنترنت والأخبار المتلاحقة، ولكن الجوهر لن يتغير: إسرائيل تحتاج ليدين ثابتتين على دفة القيادة، وليس لانقلابين عديمي الخبرة.
  • لقد مس نتنياهو الحملة في الأسبوع الماضي في باريس، في المؤتمر الصحافي الذي رفض فيه الدعوات إلى تصعيد المواجهة مع "حماس" في غزة. وواصلها بالعنف الرسمي الذي عُرف به بن غوريون، فشدد بالأمس من حدة الرسالة في الخطاب القصير الذي ألقاه في الكرياه [مقر رئاسة أركان الجيش في تل أبيب]، حيث عين نفسه وزيراً للدفاع، وليس نفتالي بينت الطامع بالمنصب. نتنياهو حصل على دعم رئيس الأركان السابق والأمل السياسي الحالي، بيني غانتس، الذي تحدث ضد "استغلال حربنا الدفاعية المحقة من أجل تحقيق مكاسب شخصية أو سياسية"، ومعنى ذلك باللغة العبرية "بيبي انتظرني، ولا تعيّن بينت وزيراً للدفاع، سآتي لانقاذك".
  • يبرر نتنياهو استعداده للتخلص من بينت والانفصال عن اليمين المتشدد بوجود مخاطر أمنية خفية، لا يستطيع بحسب كلامه أن يكشف عنها أمام الجمهور، بل سيطلع عليها رئاسة أركان الجيش والأجهزة الاستخباراتية. ويطالب من دون تقديم تفاصيل بالثقة به. لكن من الصعب خوض حملة انتخابية ضد مخاطر سرية، وأن يأمل بالحصول على تأييد قادة الجيش في الإحاطات المتعلقة بتعاظم القوة الإيرانية في الشمال، أو بشأن التوتر مع القوات الروسية في سورية. ومن الصعب الاعتماد على الجيش كدعامة سياسية: لقد وصل نتنياهو إلى هذه الأزمة الحالية بسبب عمليتين محددتين انتهيتا بخيبة أمل – القصف في سورية، الذي تسبب بإسقاط طائرة الانذار الروسية؛ وعملية خان يونس، التي تعقدت وأدت إلى جولة العنف الأخيرة على حدود غزة. نتنياهو ورئيس الأركان غادي أيزنكوت، اللذان لم يعملا دائماً كثنائي منسجم، وقفا هذه المرة جنباً إلى جنب ونجحا في منع نقاش عام ومطالبة بالتحقيق في الحادثتين. وعلى الطريق تخلص الاثنان من وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان، الذي قُدم كبش فداء عن الإخفاقات العسكرية، كما هو مألوف منذ القدم في إسرائيل.
  • إذا استمر نتنياهو في عملية اقتحام الوسط، التي يمكن أن تساعده أيضاً على الجبهة القانونية، فإنه سيفضل الاعتماد على خطة صديقه الرئيس دونالد ترامب للسلام. من الممكن التقدير أن الخطة ستعرض بصورة تتلاءم مع الجدول الزمني السياسي في إسرائيل، لمساعدة نتنياهو ولتقوية الرسالة التي تقول إنه هو فقط قادرعلى تجنيد زعماء المجتمع الدولي إلى جانبه. انتخبوني وستحصلون على ترامب بنفس السعر، سيقول نتنياهو، على خلفية استطلاعات الرأي التي تدل على الشعبية الهائلة للرئيس الأميركي في إسرائيل.
  • لكن هذه الصيغة تنطوي أيضاً على مخاطر. أي أزمة أمنية تنشب في الشمال أو في الجنوب ستضع نتنياهو في الجبهة، من دون قميص وقاية متمثل بوزير دفاع يمكن أن يتحمل مسؤولية الفشل، وقريباً أيضاً مع رئيس أركان جديد أقل خبرة من أيزنكوت. بينت وليبرمان سيصوّران نتنياهو كخرقة بالية في مواجهة "حماس" وحزب الله، وأنه يعرض أمن إسرائيل للخطر مقابل زيارات فارغة إلى إمارات الخليج وخطة سلام وهمية. تماماً مثلما فعل نتنياهو مع شمعون بيرس عشية الانتخابات المصيرية في 1996.