ما يزال الغموض يحيط بمعظم تفاصيل العملية التي نفذتها وحدة إسرائيلية خاصة داخل قطاع غزة أول أمس (الأحد)، والتي ازدادت تعقيداً بعد الكشف عن هوية الوحدة من طرف عناصر "حماس" في خان يونس.
ويبدو أن هذه العملية الإسرائيلية جاءت من أجل استهداف القدرات العسكرية لدى كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس" في غزة، وإحداث ضرر في قدراتها في حال وقوع اشتباك كبير مع قوات الجيش الإسرائيلي. وقامت وحدة خاصة إسرائيلية بتنفيذ هذه المهمة، بالتنسيق مع جهاز "الشاباك".
وجاء تعقيد العملية الخاصة للوحدة الإسرائيلية بعد أن تم كشف أمرها من طرف عناصر من "حماس"، حيث يعتقد أنهم كانوا يحرسون الهدف الذي وصلت إليه الوحدة الإسرائيلية.
ودخلت الوحدة الخاصة إلى أراضي غزة، ومن هناك انطلق أفرادها إلى خان يونس بسيارة من نوع جيب أو سيارة فورد ترانزيت. وكان في داخل السيارة التي استقلوها وسائل قتالية مختلفة ووسائل تكنولوجية مخبأة يعتقد أنه كان يفترض أن يستخدموها خلال تنفيذهم العملية.
ومع وصول أفراد الوحدة إلى منطقة بالقرب من مسجد إسماعيل أبو شنب شرقي خان يونس، أوقفتهم وحدة من كتائب القسام كان على رأسها القيادي نور بركة، واندلعت مواجهات بينهم. وأطلق عنصر إسرائيلي النيران في اتجاه بركة فأرداه قتيلاً، بينما يبدو أن الضابط الإسرائيلي الذي قتل تعرض لإصابة خطرة خلال تبادل إطلاق النار مع عناصر وحدة القسام قبل أن يلوذ أعضاء الوحدة الإسرائيلية بالفرار.
وعلى الفور، أطلق عناصر الوحدة الإسرائيلية نداء استغاثة، لكن لم يعرف بعد ما إذا كان الضابط الآخر تعرّض للإصابة قبل الهرب أو خلال عملية المطاردة. وفي أثناء هرب عناصر الوحدة الإسرائيلية تم استدعاء مروحية إسعاف إسرائيلية من طراز "يسعور" إلى منطقة الحدود مع غزة. وتلقت المروحية أوامر بالهبوط داخل أراضي القطاع بعد تلقي بلاغ بأن أحد المصابين حالته حرجة.
وساندت مقاتلات إسرائيلية وطائرات استطلاع قتالية عملية هرب الوحدة الإسرائيلية من الملاحقة، حيث قصفت المقاتلات من الجو باستمرار قوات القسام التي كانت تطارد الوحدة الإسرائيلية.
وبعد نجاح الوحدة القتالية في الهرب، قامت المقاتلات الإسرائيلية بتفجير السيارة التي تركتها خلفها من الجو، وذلك بهدف منع وقوع أي معدات إسرائيلية بيد حركة "حماس"، ومنع الحركة من معرفة غاية المهمة العسكرية الخاصة التي كانت تنوي تنفيذها داخل غزة.