قال بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن فلسطينياً من سكان الخليل قتل وإن 11 شخصاً آخر أصيبوا بجروح بعد أن أصابت قذيفة صاروخية اُطلقت من قطاع غزة عمارة سكنية في مدينة أشكلون [عسقلان] الليلة الماضية.
وأضاف البيان أن القذائف الصاروخية الفلسطينية التي أطلقت من القطاع في اتجاه إسرائيل منذ عصر أمس (الاثنين) أدّت إلى إصابة 85 إسرائيلياً بجروح متفاوتة، وصفت حالة اثنين منهم بأنها خطرة، وبينهما جندي أصيب بشظايا قذيفة صاروخية استهدفت حافلة باص.
وأشار البيان إلى أن قيادة الجيش الإسرائيلي قررت تعزيز قوات الجيش على امتداد السياج الأمني المحيط بقطاع غزة، ودفعت إلى المكان بمزيد من الدبابات وناقلات الجنود المدرعة. كما أشار إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي قام خلال ساعات فجر اليوم (الثلاثاء) بقصف نحو 50 هدفاً آخر لحركتي "حماس" والجهاد الإسلامي في أنحاء القطاع. وأوضح أن بين الأهداف المقصوفة نفقاً إرهابياً و4 مواقع عسكرية ومنصة لإطلاق قذائف طويلة المدى.
وذكر البيان أن سلاح الجو قصف منذ عصر أمس 150 هدفاً في القطاع. وأعلن أن الغارات سوف تستمر، وأنها جاءت رداً على الهجمات التي تشنها الفصائل الفلسطينية في القطاع ضد سكان إسرائيل.
ومن المتوقع أن يعقد المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية - الأمنية اجتماعاً طارئاً صباح اليوم لمناقشة التصعيد الأمني.
في المقابل أفادت وزارة الصحة في القطاع أن الغارات الإسرائيلية تسببت بمقتل 4 فلسطينيين وإصابة 9 آخرين بجروح.
وقال الناطق بلسان كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، إن الضربات المقبلة ستكون أعظم إذا استمرت إسرائيل في العدوان.
وقالت مصادر فلسطينية في القطاع إن مصر كثفت اتصالاتها مع الجانبين لوقف التصعيد، وللعودة إلى طاولة المفاوضات.
وبدوره قال المبعوث الأممي لعملية السلام، نيكولاي ملادينوف، إن الأمم المتحدة تعمل بشكل وثيق مع مصر للتوصل إلى تهدئة في قطاع غزة.
واندلعت جولة القتال الجديدة في منطقة الحدود مع قطاع غزة أمس مع إطلاق عشرات القذائف من القطاع في اتجاه جنوب إسرائيل، بالإضافة إلى استهداف حافلة باص إسرائيلية بالقرب من الحدود أدى إلى اصابة جندي إسرائيلي بجروح بليغة.
وقال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إنه تم حتى مساء أمس إطلاق أكثر من 300 صاروخ في اتجاه إسرائيل، فيما يمكن اعتبارها إحدى أكبر الهجمات الصاروخية منذ عملية "الجرف الصامد" العسكرية التي قام الجيش الإسرائيلي بشنها في القطاع في صيف 2014، وهو ما أدى إلى انطلاق صافرات الإنذار في المستوطنات الإسرائيلية المجاورة لقطاع غزة، وفي مدينة بئر السبع، وحتى في البحر الميت وتلال مدينة الخليل في الضفة الغربية.
واعترضت منظومة "القبة الحديدية" للدفاع الجوي نحو 60 صاروخاً وقذيفة هاون أطلقت من غزة، بينما أصابت قذائف أخرى منازل ومباني في مستوطنات إسرائيلية بالقرب من الحدود، متسببة بإصابات بشرية خفيفة وبأضرار مادية جسيمة.
وأصابت الصواريخ الفلسطينية عدة منازل في عسقلان وسديروت ونتيفوت وتسببت باشتعال حرائق. وأصابت قذيفة هاون خط غاز في منطقة سدوت نيغف. وأدى وابل الصواريخ إلى انطلاق صافرات الإنذار في شتى أنحاء جنوب إسرائيل، وإلى إرسال مئات آلاف الإسرائيليين إلى الملاجئ.
وأمر الجيش الإسرائيلي سكان المستوطنات المجاورة لقطاع غزة بالبقاء داخل الملاجئ حتى إشعار آخر. وشمل الأمر لأول مرة سكان مستوطنتي نتيفوت وأوفكيم، اللتين لا تتأثران عادة بصواريخ غزة مثل المستوطنات الأقرب من منطقة الحدود.
كما طلب من سكان مدن بئر السبع وعسقلان وأسدود البقاء بالقرب من الملاجئ والأماكن المحصنة.
وتم إلغاء التعليم اليوم في المدارس في جميع المنطقة المحيطة بقطاع غزة.
كما صدرت أوامر تقضي بإغلاق أماكن العمل، بالإضافة إلى المكاتب الحكومية، باستثناء الخدمات التي تعتبر ضرورية، وحظر أي تجمعات كبيرة في جنوب البلاد مساء الاثنين والثلاثاء.
وجاءت الهجمات الصاروخية من قطاع غزة بعد مقتل ضابط عمليات خاصة إسرائيلي برتبة عقيد خلال عملية جرت بشكل خطأ وأدت إلى مقتل 7 فلسطينيين في القطاع أول أمس (الأحد).
وفي إثر هذه العملية أعلنت "حماس" أن دماء القتلى لن تضيع هدراً.