عملية تهرّب كامل
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • خطاب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في الجمعية العامة للأمم المتحدة بالأمس هو تهرّب مدروس ومحكم من الموضوع الأساسي الذي يهدد حياة إسرائيل ووجودها منذ 51 عاماً، أي النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني. سنة بعد سنة يستغل نتنياهو المنبر المحترم الذي أُعطي له لينقل الرسالة عينها: هذه السنة هي سنة 1938، واتفاق الدول العظمى مع إيران مماثل لاتفاق ميونيخ، إيران هي ألمانيا وأوروبا هي المُلامة. عاماً بعد عام يجنّد نتنياهو قدراته الخطابية بمساعدة الرسوم البيانية لتحذير العالم من التهديد الإيراني، وبصورة خاصة لمحاولة إيقاظ الأوروبيين الذين يتبنون موقفاً مسيراً [لإيران] من سباتهم وتجنيدهم ضد هتلر زماننا.
  • هاجم نتنياهو الأمم المتحدة بشأن موقفها من إسرائيل وادّعى أن اتهامها بالعنصرية هو بمثابة عداء للسامية. بالنسبة إليه العنصرية هي ضد السود، واستدعى ارتفاع عدد الإثيوبيين في إسرائيل كدليل على براءتها. كما لو أن العنصرية ضد العرب لم تنمُ تحت حكمه، وكأنما هو نفسه لم يحمّس ناخبيه للإسراع إلى صناديق الاقتراع بواسطة التحريض البشع ضد العرب في إسرائيل الذين يمارسون حقهم الديمقراطي.
  • "هل هي عنصرية سن قانون يرسخ العبرية كلغة قومية؟ واعتبار نجمة داود رمزاً رسمياً؟" تذاكى نتنياهو وكأن قانون القومية لا يرسخ تفوّقاً يهودياً. "هناك عشرات الدول التي تعرّف نفسها كدولة قومية أيضاً مع وجود قوميات أُخرى في أراضيها، ولم يتهمها أحد قط بالعنصرية كما تُتهم إسرائيل"، كذب نتنياهو. كأنما ليس هناك دولة قومية أُخرى لا يوجد فيها تطابق بين القومية والمواطَنة. فرنسا الفرنسيين وألمانيا الألمان. وإسرائيل بحسب قانون القومية هي لليهود.
  • بخلاف الأميركيين والأوروبيين الذين يمكن أن تُضللهم حجج نتنياهو، جزء كبير من الإسرائيليين يدرك أنه يكذب في شأن قانون القومية وفي شأن الاتجاه الذي تدفع به إسرائيل قدماً. إنجازات رئيس الحكومة، مثل العلاقات الدبلوماسية التي راكمها، قيمتها مرتبطة بقدرته على تجييرها من أجل حل المشكلة الأساسية للدولة. لقد أوضح الرئيس ترامب بالأمس أن خطة السلام الأميركية تستند إلى حل الدولتين. الرئيس ترامب وجّه إليه ضربة، ونتنياهو كعادته رفض أن يرد. لذا قلص خطابه إلى خطاب سفير في الأمم المتحدة يريد أن يبيع "قصة غلاف" تُخفي حقيقة أن من يقف على رأس الدولة يرفض أي إرادة طيبة من أجل الدفع بحل منطقي وعادل في منطقتنا.