قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن لدى إيران منشأة نووية سرية بالقرب من العاصمة طهران ليس بعيداً عن الأرشيف النووي الذي وضعت إسرائيل يدها عليه وكشفت عنه في أيار/مايو الفائت.
وجاءت أقوال نتنياهو هذه في سياق الخطاب الذي ألقاه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الليلة الماضية وعرض فيه خريطة وصوراً لهذه المنشأة، وأشار إلى أن السلطات الإيرانية قامت بإخراج 15 كيلوغراماً من المواد المشعة منها وأخفتها في أنحاء متفرقة من طهران لطمس الأدلة، كما أشار إلى أن 300 طن من المواد المشعة موجودة في هذه المنشأة.
وطالب نتنياهو رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية بإجراء تفتيش في مخازن إيران السرية قبل أن يتم تطهيرها.
وأكد رئيس الحكومة أن هذه الأدلة تُعتبر قرائن تثبت أن إيران لم تتخل عن تطلعها إلى حيازة أسلحة نووية، وتقوم بخداع المجتمع الدولي. وشدّد على أن إسرائيل لن تسمح لإيران أبداً بتطوير سلاح نووي، وستبذل كل ما هو ضروري للدفاع عن نفسها من العدوان الإيراني في أي مكان، سواء أكان في سورية أم في لبنان أم في العراق.
وجدّد نتنياهو رفضه الاتفاق النووي، وأكد أن إسرائيل قدمت مراراً وتكراراً أدلة وثوابت تؤكد صحة ادعاءاتها أن إيران تواصل نشاطاتها النووية الساعية لتطوير قنبلة ذرية.
وكشف نتنياهو عن مواقع إيرانية لإنتاج الصواريخ في لبنان، وقال إنه يتوجب على العالم العمل لمنع إيران من تصنيع الصواريخ في لبنان. ووجّه تهديداً إلى حزب الله مشيراً إلى أن الحزب يستغل المدنيين الأبرياء في بيروت ويستخدمهم كدروع بشرية، وقام بنصب 3 راجمات صواريخ بالقرب من مطار رفيق الحريري الدولي في العاصمة بيروت. وشدّد على أن إسرائيل ستفعل كل ما هو مطلوب من أجل الدفاع عن نفسها ضد العدوانية الإيرانية التي لم تعد مقصورة على منطقة الشرق الأوسط فحسب، بل أيضاً امتدت لتشمل الولايات المتحدة والقارة الأوروبية.
ودعا نتنياهو الزعماء الأوروبيين إلى الحذو حذو الولايات المتحدة والانسحاب من الاتفاق النووي المبرم مع طهران بدلاً من إنشاء نظام اقتصادي للالتفاف على العقوبات الأميركية.
وأكد نتنياهو أن إسرائيل تدعم الشعب الإيراني الذي يقف ضد النظام الديكتاتوري.
وقال نتنياهو إن الاتفاق النووي قرّب بين العرب وإسرائيل وجمع بين العديد من الزعماء العرب وإسرائيل ضد عدو مشترك، وأضاف أن "الصداقة الجديدة بيننا وبين بعض الدول العربية غير مسبوقة ولم يخطر في بالي أنها ممكنة في أي يوم من أيام حياتي".
وردّ نتنياهو على الخطاب الذي ألقاه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في وقت سابق ووصف فيه "قانون القومية" الإسرائيلي بأنه قانون أبارتهايد، فوصف أقوال عباس بأنها سخيفة.
وقال نتنياهو إن مواطني إسرائيل العرب يتمتعون بنفس الحقوق التي يتمتع بها جميع مواطني إسرائيل الآخرين، لكن هنا في الأمم المتحدة يتم اتهام إسرائيل بالأبارتهايد. وأضاف أن هذه الاتهامات هي معاداة السامية القديمة نفسها، لكن بوجه جديد. وأشار إلى أنه في السابق كان يتم الافتراء على الشعب اليهودي والتعامل معه بمعايير مختلفة، واليوم يتم الافتراء على الدولة اليهودية والتعامل معها بمعايير مختلفة.
وهاجم نتنياهو عباس أيضاً بسبب الرواتب التي تقوم السلطة الفلسطينية بدفعها إلى منفذي هجمات "إرهابية" وعائلاتهم. وقال موجهاً كلامه إلى الزعيم الفلسطيني "كلما ذبحوا أكثر تدفع أكثر، وأنت تقوم بالتنديد بأخلاقيات إسرائيل وتصف إسرائيل بأنها عنصرية. هذه ليست الطريق إلى السلام. لا يجب أن تقوم هذه الهيئة بالتصفيق لرئيس نظام يدفع الأموال للإرهابيين. على الأمم المتحدة إدانة مثل هذه السياسة الخسيسة".
وجدّد نتنياهو دعوته إلى حركة "حماس" لإعادة جثتي الجنديين الإسرائيليين وإطلاق الإسرائيليين المحتجزين لديها في قطاع غزة.