حزب الله يزيد من التهديد، لكن الجيش قلق من برميل البارود في المناطق المحتلة
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- في نهاية سنة 2017 وضعت شعبة الاستخبارات في رئاسة الأركان العامة توقعاً متشائماً على طاولة الحكومة والمجلس الوزاري المصغر. الارتفاع في وتيرة الاحتكاك بإيران في سورية، بالإضافة إلى أزمة البنية التحتية في قطاع غزة، زادا من خطر نشوب حرب غير مخطط لها نتيجة حسابات خاطئة أو خلل محلي، خلال السنة المقبلة. وبلغت الحساسية ذروتها في أيار/مايو مع التهديدات الإيرانية بالانتقام من إسرائيل، ونقل السفارة الأميركية إلى القدس ومبادرة "مسيرات العودة" العنيفة على حدود القطاع.
- هدأ الوضع، نسبياً، خلال أشهر الصيف، في ظل الإصرار الذي أظهرته إسرائيل على الجبهتين. كبحت إيران إلى حد ما لهجتها التصعيدية، وفي غزة تجندت الأمم المتحدة ومصر وقطر من أجل بذل مساعي التسوية التي لم تثمر حتى الآن سوى عن وقف إطلاق نار جزئي.
- قبيل تشرين الأول/أكتوبر، وبصورة أدق، قبيل السنة المقبلة، تعود مجدداً إشارات التحذير. ولبنان هو مركز جديد باعث للقلق. يسرّع حزب الله جهوده من أجل بناء قوة عسكرية، وبالأمس كشف نتنياهو في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عن أن الحزب نصب صواريخ دقيقة بالقرب من مطار بيروت. وبحسب المعلومات التي نشرها الناطق بلسان الجيش بعد الخطاب، اتخذ حزب الله مؤخراً قراراً بنقل منشآت إنتاج الصواريخ التابعة له إلى المنطقة المدنية في قلب العاصمة اللبنانية.
- في الخلفية هدّد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله مؤخراً بتوجيه ضربة قاسية إلى إسرائيل، ويزداد التوتر على الأرض بسبب الجدار الذي تبنيه إسرائيل في عدة مناطق على طول الحدود اللبنانية. في إسرائيل يدّعون أن كلام نصر الله موجه لخدمة حاجات داخلية، وعلى أية حال هو لا يعرف بصورة كافية طبيعة التحسن الذي طرأ على قدرات هجوم واستخبارات الجيش الإسرائيلي خلال السنوات الـ12 التي مرت منذ حرب لبنان الثانية [حرب تموز/يوليو2006]. ومع ذلك ثمة سبب جديد للقلق.
- لكن منطقة الانفجار الإقليمي الرقم واحد تبقى الساحة الفلسطينية، في قطاع غزة، وإلى حد ما في الضفة الغربية. لقد حذّر رئيس الأركان غادي أيزنكوت قبل أسبوعين من ازدياد خطر حدوث تصعيد في المناطق. مساعي المصالحة بين المعسكرات الفلسطينية عالقة، ورئيس السلطة محمود عباس محبط من العقوبات الأميركية ضده ومن الجمود الكامل في عملية السلام، على الرغم من تجدد الاهتمام الذي يظهره ترامب فجأة، بأسلوبه الغامض، بحل الدولتين.
- الخلاصة التي وصل إليها الجيش الإسرائيلي على مشارف سنة 2019 هي: تحسُّن الميزان الاستراتيجي في إسرائيل في ظل قوتها العسكرية والتحالفات الاستراتيجية التي راكمتها مع الولايات المتحدة (وبصورة أقل مع الدول السنية في المنطقة). لكن هوامش أمن إسرائيل أصبحت أضيق مما كانت عليه في الماضي والمنطقة موجودة في نقطة ذات احتمالات انفجار كبيرة. في سنة 2018، وعلى الرغم من التوترات الأمنية، ظل الإحساس بالأمان الشخصي للمواطن جيداً نسبياً والاقتصاد يواصل نموه. وتبدو المحافظة على هذه الإنجازات في السنة المقبلة أصعب في ظل الظروف الإقليمية.
- بالأمس، وبطريقة استثنائية، وصلت أخبار جيدة نسبياً من نيويورك. في مؤتمر الدول المانحة للفلسطينيين الذي عُقد على هامش أعمال الجمعية العامة السنوية للأمم المتحدة، جرى التوصل إلى اتفاق أوّلي من شأنه أن يخفف قليلاً من ضائقة الكهرباء في القطاع. وبعد أشهر من النقاشات نجح موفد الأمين العام للأمم المتحدة في الشرق الأوسط نيكولاي ملادنوف في إحداث اختراق معين. ويبدو أن قطر ستوافق على المساعدة وتمويل التزود بالوقود من أجل محطة توليد الكهرباء المحلية في القطاع.
معنى هذا كما يأملون: ارتفاع كبير في التزود بالكهرباء في غزة من أربع ساعات فقط يومياً إلى ثماني ساعات. تساوي المساعدة القطرية عشرات الملايين من الدولارات. لكن تراكم التقارير الصعبة الأخيرة بشأن وضع البنية التحتية المدنية يدل فقط على خطورة الوضع هناك، وعلى الحاجة الملحّة إلى مساعدة اقتصادية إضافية.