محاكمة عهد التميمي المغلقة دليل على الفشل الفكري للاحتلال
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

•انظروا إلى أي حد الاحتلال رحيم وعطوف: العقيد نتنائيل بنيشو، رئيس القضاة في المحكمة العسكرية للاستئناف، حريص على حقوق عهد التميمي، ويقرر أن من مصلحتها أن تجري محاكمتها وراء أبواب مغلقة. لماذا؟ لأنها قاصر، وقلوب الإسرائيليين تتعاطف مع القاصرين الذين يمكن أن تلحق محاكمتهم العلنية لاحقاً الضرر بفرص حياة أفضل بالنسبة إليهم، كي لا تظهر في سيرتهم الذاتية معلومات كثيرة عن محاكمتهم. النيابة العامة العسكرية لا تريد محاكمة مغلقة. والتميمي تريد محاكمة علنية، مثل الصفعة العلنية التي وجهتها إلى الجندي. لكن طبعاً، العميد بنيشو يعرف أكثر منها ما هو الأفضل بالنسبة إليها. 

•عندما يتعلق الأمر بالقاصرين، فإن الحكم المفضل للمنظومة القضائية العسكرية هو السجن، وذلك بخلاف مطلق لما يجري في أراضي إسرائيل السيادية. عندما يتعلق الأمر بالقاصرين تشهد هذه المحاكم إجراءات ليست في صالحهم وقرارات بالجملة باعتقالات طويلة ليست ضرورية، وكلها نتيجة عدم وجود بديل من الاعتقال. لكن عندما يتعلق الأمر بعهد التميمي، تفقد هذه المنظومة ما بقي لها من عقلها.

•إن محاكمة عهد التميمي، مثل الاحتجاج، والشتائم، والصفعة، والتحريض والشعبية على وسائل التواصل الاجتماعية، يجب أن تكون علنية. ليس هناك في عمر الصبية ما يبرر السرية، وخصوصاً أن سن البلوغ السياسي للأولاد في المناطق [المحتلة] يبدأ في اللحظة الأولى التي يفهمون فيها أن الجندي المسلح ليس عمّاً طيباً أو جاراً متنكراً. إن السرية، إذا حاولنا فهم منطقها الخفي، تخدم بصورة خاصة الذين يريدون التخلص من صداع اسمه عهد التميمي وإسكاته، والأفضل أن يحدث ذلك بوسائل قانونية، وكل الوسائل مسموحة ما دام المعارضون للاحتلال هنا وفي العالم لن يسمعوا كلمة واحدة من المحاكمة.

•إن هذا المنطق أعوج تماماً لأنه يثير العداء ضد المنظومة القضائية العسكرية: لماذا يريد الاحتلال التستر على هذه المحاكمة؟ ولماذا يتصرف الاحتلال مثل الأنظمة الظلامية التي يحاول أن يكون مختلفاً عنها؟ مئات الآلاف الذين تُعتبر التميمي رمزاً بالنسبة إليهم سيسألون أنفسهم. 

•حتى الذين يؤيدون الاحتلال ويباركونه يدركون ميزة المحاكمة العلنية للتميمي، فبعد أن اتضح عدم القدرة على محاربة شعبيتها، حتى من خلال إنكار هويتها ووجود عائلتها كما حاول عضو الكنيست ميخائيل أورون أن يفعل بحماقة مذهلة، يجب على الأقل أن نظهر للعالم (المعادي) أن التميمي تحظى بمحاكمة علنية وعادلة. 

•إن المحاكمة المغلقة هي دليل على الفشل الفكري للاحتلال: الذي يخيّل إليه أنه ما دام العالم لا يرى ما يجري يمكن الاستمرار في هذه المهزلة المأساة وفي إبقائها سراً.

 

 

المزيد ضمن العدد 2815