إسرائيل تقترح خطة لإعادة بناء البنى التحتية في غزة بتمويل دولي
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

ستعرض إسرائيل على المشاركين في المؤتمر الطارىء الذي تعقده الدول المانحة للفلسطينيين في بروكسيل، خطة عمل  تقترح فيها إعادة بناء قطاع غزة، وستطلب من المجتمع الدولي تمويلها. وبحسب الخطة، تقدم إسرائيل مساعدتها لبناء منشآت تحتية مدنية في مجالات تحلية المياه، والكهرباء، والغاز، وتحسين المنطقة الصناعية في إيرز.

وكان قد وجّه الدعوة إلى المؤتمر كل من وزيرة خارجية النروج التي تترأس حالياً مؤتمر الدول المانحة، ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فريدريكا موغريني، وذلك في ظل التهديد الأميركي بتقليص المساعدة المالية المخصصة للفلسطينيين، وعدم تقدُّم المصالحة بين "فتح" و"حماس"، والوضع الانساني المتدهور في القطاع. ولأول مرة، بعد تصريح الرئيس ترامب بشأن القدس، جلس إلى طاولة المفاوضات المندوب الفلسطيني رئيس الحكومة الفلسطينية رامي حمد الله، وممثل الولايات المتحدة جايسون غرينبلات، وممثلا إسرائيل، وزير التعاون الإقليمي تساحي هنغبي، ومنسق أنشطة الحكومة في المناطق يوآف مردخاي، بالإضافة إلى وزراء خارجية مصر والأردن والمغرب، ومندوبون كبار من دول أُخرى.

من المتوقع أن يعرض الوزير هنغبي مجموعة من المشاريع ترغب إسرائيل الدفع بها قُدُماً في قطاع غزة، وخصوصاً في مجال البنى التحتية، مثل إقامة منشأة لتحلية المياه، وتوصيل خط توتر عالٍ جديد بهدف زيادة تزويد القطاع بالكهرباء، ومد أنبوب للغاز الطبيعي من إسرائيل إلى غزة، وإنشاء مرافق للصرف الصحي، ولجمع النفايات، وتحسين مستوى المنطقة الصناعية في إيرز وغيرها.  وتبدي إسرائيل استعدادها لتقديم المعلومات والتكنولوجيا لهذه المشاريع، وتطلب من المجتمع الدولي تمويلها. في المقابل، أبدت إسرائيل استعدادها لإبداء مرونة بالنسبة إلى انتقال المواد الخام المزدوجة الاستخدام إلى قطاع غزة (مواد يمكن استخدامها لتحقيق أهداف إرهابية) من أجل إتاحة الفرصة لإعادة البناء. 

في الفترة الأخيرة، حذر مسؤولون كبار في المؤسسة الأمنية من خطر حدوث انهيار اقتصادي شامل في القطاع، وبصورة خاصة في مجال البنى التحتية المدنية. وأشاروا إلى تراجع عدد الشاحنات التي تعبر معبر كرم سالم من إسرائيل إلى القطاع إلى النصف في الأشهر الأخيرة، بسبب التراجع في القوة الشرائية لسكان غزة. وبحسب أرقام حديثة نشرها عاموس هرئيل هذا الشهر في صحيفة "هآرتس"، فإن عدد الشاحنات انخفض إلى الثلث، وأصبح يترواح بين 300 و 400 شاحنة يومياً. وتجدر الإشارة إلى أن نحو 95% من المياه في غزة غير صالحة للشرب، وتتدفق مئات آلاف الأطنان من مياه الصرف الصحي إلى البحر المتوسط، وتصل إلى شواطىء إسرائيل. 

في الفترة الأخيرة، ازدادت ساعات تزوُّد قطاع غزة بالكهرباء لتتراوح بين ست وسبع ساعات يومياً، وذلك بفضل قرار السلطة الفلسطينية العودة إلى تمويل جزء من الكهرباء التي يجري شراؤها من إسرائيل. ويحذر الخبراء من خطر انتشار الأمراض المعدية، ويشيرون إلى أن معدل البطالة اقترب من 50%، وهو أعلى بين الشباب.