التحدي التالي لإسرائيل: الصواريخ الدقيقة الموجهة من غزة
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

– الموقع الإلكتروني
المؤلف

•يعتقد عدد كبير من كبار الضباط العسكريين في إسرائيل، أن أكبر تحد تطرحه إيران في هذه الأيام هو امكانية الانتاج الذاتي لصواريخ دقيقة وموجهة من خلال اضافة أجهزة ومكونات أخرى إلى الصواريخ البسيطة، بحيث تصبح أكثر قدرة على اصابة الهدف بدقة. ويشكل هذا الأمر مصدر قلق كبير بالنسبة إلى إسرائيل نظراً للعلاقات الوثيقة التي تربط إيران بحزب الله وتحسن علاقتها بـ"حماس".

•إن المعرفة المطلوبة من أجل تطوير هذه الصواريخ موجودة، والصناعة العسكرية الإيرانية متقدمة في هذا المجال. وتنوي إيران بالاضافة إلى توسيع وجودها في المنطقة انتاج صواريخ في سورية، كما أنشأت مصنعاً في لبنان من أجل تحويل الصواريخ القديمة وجعلها موجهة وأكثر دقة.

•ولا تقتصر الخطة على الساحتين السورية واللبنانية، إذ تريد إيران بناء مصانع مشابهة في اليمن من أجل حلفائها الحوثيين، الذين ما يزالون يسيطرون على مناطق عدة من اليمن بما فيها العاصمة صنعاء، ويخوضون حرباً ضد التحالف الذي تقوده السعودية.

•على هذه الخلفية، تراقب إسرائيل ما يجري في غزة بكثير من الاهتمام. ومع عودة الحرارة إلى العلاقات مع "حماس" ، فعلى الأرجح أن تسعى إيران إلى انتاج صواريخ دقيقة في غزة أيضاً. مؤخراً وخلال زيارة قام بها إلى طهران وفد من كبار أعضاء الحركة، صرح مستشار وزير الخارجية الإيراني بأن "إيران ستعطي حماس كل ما تريده".

•حتى الآن لم تبدأ اعمال ملموسة في لبنان واليمن وغزة لانتاج الصواريخ الدقيقة، لكن الخطة موجودة. ووفقاً لتقارير أجنبية، فإن الهجمات التي يشنها الطيران الإسرائيلي في سورية تهدف إلى منع انتقال المواد والأسلحة التي تساعد حزب الله وإيران في جهودهما.

•علاوة على ذلك، تشعر المؤسسة الأمنية بالقلق حيال امكانية انتشار قوات إيرانية أو مؤيدة لها في هضبة الجولان. في الوقت الحالي تنتشر في هضبة الجولان مجموعة من العناصر: ففي بعض المناطق يسيطر جيش النظام (ولا سيما في شمال الجولان ووسطه)، وهناك مناطق أخرى واقعة تحت سيطرة تنظيمات المتمردين على طول الحدود ووسط الجولان، ويسيطر جيش خالد بن الوليد المتفرع من داعش على مناطق في جنوب الجولان.

•يحاول النظام السوري استعادة السيطرة على مناطق في الجولان. وتحدثت تقارير عن قصف كثيف للنظام بالقرب من بلدة بيت جان، في سفح جبل الشيخ. ويبدو أن الرئيس السوري بشار الأسد يواصل تقدمه البطيء نحو السيطرة على المزيد من المناطق من خلال  حصار القرى وقصفها حتى تعلن اسستلامها.

•ثمة دور أساسي تلعبه روسيا في هذه المعركة. وهدف روسيا هو التوصل إلى اتفاق من أجل استعادة سيطرة نظام الأسد على الحدود مع الأردن وإسرائيل. ونظراً إلى أنه ليس من مصلحة روسيا تصعيد الوضع مع إسرائيل، فإن من مصلحتها الضغط على إيران وحزب الله من أجل تخفيف وجود قواتهما في هذه المناطق. لكن المشكلة أن روسيا ما تزال بحاجة إلى هذه القوات للقضاء نهائياً على المتمردين.

•على الرغم من التقارير التي تحدثت عن تدهور العلاقات بين روسيا وإيران وحزب الله ونظام الأسد، فإن التعاون بين جميع هذه الأطراف ما يزال مستمراً  بسبب وجود مصلحة مشتركة بينهم هي ضمان بقاء نظام الأسد. لكن من الواضح أيضاً أن لكل طرف مصالح وتطلعات مختلفة.

•ترغب روسيا في الاحتفاظ بمرفأ لها على الساحل السوري في البحر المتوسط. وتسعى إيران من خلال توسعها في سورية إلى إنشاء قاعدة لها ضد إسرائيل. قد يكون الأسد أصبح مديناً لطهران أكثر من الماضي، لكن بخلاف الرأي السائد فهو لم يفتح أمامها جميع الأبواب ولم يقدم لها جميع الأرصدة.

•يشكل حزب الله عنصراً مهماً أيضاً في هذه المعادلة من خلال توظيفه العديد من إمكاناته في الحرب الأهلية السورية. لقد كلف "حزب الله" تورطه في الحرب في سورية أكثر من 2000 قتيل، أي أكثر ثلاث مرات من عدد القتلى الذين سقطوا للحزب في حرب لبنان الثانية.

•في السنوات الماضية تحدثت تقارير عن سحب حزب الله قواته من سورية، لكن الحزب ما يزال هناك. لكن يبدو أن حزب الله بدأ يفكر في اليوم التالي لانتهاء الحرب في سورية، وهو على ما يبدو ليس معنياً بالاستمرار في وجوده الكثيف فيها، ولا يمانع من التخفيف من وجوده، فالوجود الإيراني في المنطقة إلى جانب الوجود الروسي المحدود سيكون ملائماً  لحسن نصر الله الذي لن تكون لديه مشكلة في وضع عناصره في مراكز مراقبة في هضبة الجولان. وهذا أمر لا بد أن يكون موضع اهتمام كبير في إسرائيل.

 

 

المزيد ضمن العدد 2719