من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•أوامر الاستدعاء التي وصلت هذا الأسبوع إلى جنود أربع كتائب للاحتياطيين لعمليات عسكرية في الضفة الغربية بدءاً من كانون الثاني/يناير المقبل، غيض من فيض فقط. إن خطط العمليات والتدريبات التي وضعتها شعبة العمليات في هيئة الأركان العامة للجيش تضم أربعة "خطوط" (قطاعية) لكتائب كهذه خلال العام المقبل. وهذا يعني أن الجيش يستعد لاحتمال أن يضطر إلى استخدام نحو 70 كتيبة من الاحتياطيين في الضفة خلال سنة 2016 في عمليات عسكرية لم يجر التخطيط لها مسبقاً، وتبلغ كلفتها نحو 300 مليون شيكل. لا تستطيع القيادة العامة للجيش أن تعرف كم من الوقت ستستمر خلاله المواجهة الجديدة مع الفلسطينيين، لكنها تستند إلى افتراض عملي صارم بأن تهدئة العنف ستستغرق أشهراً عدة.
•مرت ستة أسابيع على مقتل الزوجين هنكين في 1 تشرين الأول/أكتوبر، التاريخ الذي وضعه الجيش لبدء العنف (ادّعى وزير الدفاع موشيه يعلون هذا الأسبوع أن العنف بدأ مع تمترس شبان فلسطينيين في جبل الهيكل [الحرم القدسي الشريف] في 11 أيلول/سبتمبر). وعلى ما يبدو فإن نهاية هذا العنف لن تكون بالضربة القاضية. إن هذه حرب استنزاف تذكّر بالانتفاضتين السابقتين مع أنها أقل قوة. في الانتفاضة الثانية لم تتمكن إسرائيل من التوصل إلى نصر حاسم على الإرهاب، لكنها في نهاية السنة الخامسة للمواجهة، اقتربت من ذلك إلى حد بعيد. حينها توقفت الهجمات الانتحارية الفلسطينية بصورة كاملة تقريباً، كما توقفت أغلبية أعمال العنف، لكن على الصعيد السياسي اضطرت إسرائيل الإقدام على تنازل مهم اتخذ صورة انسحاب من طرف واحد من غوش كطيف ومن أربع مستوطنات في شمال الضفة.
•ووفقاً لوثيقة نشرها الشاباك هذا الأسبوع واحتوت على محاولة أولية لتحليل سيرة المخربين في المواجهات، تبين أن دافعهم إلى التحرك ينبع من "شعور بالاضظهاد الوطني والاقتصادي والشخصي، وكذلك من مشكلات شخصية- نفسية".
•يضاف الى هذا التشخيص كلام رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية اللواء هرتسي هليفي في جلسة الحكومة، وجاء فيه أن أحد أسباب الارهاب الحالي هو الشعور بالغضب والاحباط لدى الفلسطينيين، خصوصاً بين أبناء الجيل الشاب الذين يشعرون بأنهم لم يعد لديهم ما يخسرونه. ولا تستقيم هذه التفسيرات مع خط الدعاية الإسرائيلية الرسمية، ولا مع ادعاء رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، أن الارهاب ينبع فقط من الرغبة في تدمير إسرائيل، وليس من الاحباط بسبب عدم تقدم العملية السياسية.
•إن الصعوبة في المواجهة الحالية لا تعود فقط إلى مسألة القضاء على الارهاب، إنما تعود إلى مركبين تقليديين آخرين في العقيدة الأمنية الإسرائيلية كما صاغهما دافيد بن غوريون- الانذار والردع. فنظراً إلى أن أغلبية المخربين، بحسب اجماع الاستخبارات العسكرية والشاباك ومنسق الأنشطة في المناطق، من الشبان الذين يتحركون كأفراد وليسوا تابعين إلى تنظيمات ولا سوابق أمنية لهم، فإن الأساليب التقليدية لإحباط الهجمات (من خلال استخدام مصادر استخباراتية بشرية أو من خلال التنصت) أقل فاعلية.
•ومن وسائل تحسين الانذار إلى حد ما، رقابة جديدة على الأرض وخاصة على الطرق والمفارق الأساسية في الضفة الغربية والقدس الشرقية من خلال كاميرت مراقبة، ما قد يسمح أحياناً بالتعرف بصورة مسبقة على نية هجوم. وثمة عامل آخر مهم هو الرقابة على الإنترنت، على افتراض أن جزءاَ كبيراً من التحريض يجري عبر الشبكة حيث تتراكم مرات كثيرة مؤشرات مسبقة (مثل اعلان شبان على الفايسبوك رغبتهم القيام بعملية أو الانتحار)، فالرصد الجيد لشبكات التواصل الاجتماعي الفلسطينية يساعد.
•وفيما يتعلق بالردع، يبدو أن إسرائيل تجد صعوبة في بلورة موقفها. فبعد مرور عدة عقود على معارضتها هدم منازل المخربين، غيرت المؤسسة الأمنية موقفها في السنة الأخيرة، وهي الآن تسمح بهدم المنازل كخطوة رادعة. الخطوة الثانية التي اتخذها المجلس الوزاري المصغر هي عدم اعادة جثامين المخربين، وهذا موضع خلاف شديد. فالجزء الأكبر من الذين هم على صلة بالموضوع وبينهم وزير الدفاع يعلون وكبار المسؤولين في الجيش، يعارضون الفكرة بشدة ولا يجدون فيها أي فائدة. لا بل على العكس فإن جزءاً من أعمال العنف المستمر في الخليل سببه غضب فلسطيني جراء عدم اعادة عشرات جثامين من سكان المدينة. لكن حتى الآن يجد نتنياهو صعوبة في التراجع عن القرار خوفاَ من ضغط سياسي من اليمين.
•...حتى الآن ما يزال رجال الاستخبارات الإسرائيلية يتمسكون بالموقف القائل، وتنضم إليهم في ذلك قيادة السلطة الفلسطينية، بأن ما يجري ليس انتفاضة. ففي الانتفاضتين السابقتين كانت هناك فكرة موحدة- خطة عمل ذات أهداف محددة نسبياً؛ وفي مرحلة مبكرة جداً جرى اختيار قيادة تنظيمية وبرزت مشاركة جماهيرية. أما في موجة الإرهاب الحالية فلا وجود لأي من هذه العناصر الثلاثة، ولهذا السبب يتحدثون في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية عن تصعيد متواصل، وفي السلطة يصفون الأحداث بـ"الهبة" أي أنها تمرد محدود زمنياً وليس انتفاضة - طويلة ومستمرة. وهناك أيضاً توجد أسباب سياسية وراء هذه الصيغ، فالاعتراف بقيام وضع جديد ومستمر سيفرض على الطرفين تغيير سياستيهما، وهذا ما لا يرغبانه.
•وبرغم ذلك، فمما لا شك فيه هذا وضع جديد يصعب الخروج منه. وبرغم عدم مشاركة كبيرة من الجمهور الفلسطيني في الضفة في أعمال العنف، فإنه يوجد فيه مشاركون جدد من جميع طبقات السكان.
•إن الاستخدام المستمر لمصطلحات مثل "موجة إرهاب" أو "تصعيد" ينطوي على شيء من التضليل، إذ أنه حتى لو لم يكن حجم العنف جماهيرياً، فإن الوضع الحالي في المناطق يشبه الانتفاضة أكثر من أيّ تعريف آخر.