يجب قتل المخربين لكن يجب تسليم جثامينهم
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

•المقاتلون الإسرائيليون يطلقون النار على مخربين- قتلة من أجل إنقاذ الأرواح. لكن من خلال الابقاء على جثامينهم في إسرائيل، فإن الوزراء يطلقون النار على أرجلنا جميعاً، بالطبع من دون أن يقصدوا ذلك.

•يبدو سلوك الحكومة إزاء هذه المشكلة مربكاً. فقد قرر المجلس الوزاري المصغر عدم اعادة الجثامين. لكنه بعد ذلك غيّر رأيه، وقرر أن يوكل إلى بنيامين نتنياهو وموشيه (بوجي) يعلون اتخاذ القرار بشأن إعادة جثامين مخربين من يهودا والسامرة [الضفة الغربية]. وإلى نتنياهو وغلعاد إردان اتخاذ القرار بشأن المخربين من القدس الشرقية. يعلون قرر إعادة الجثامين في حين رفض إردان ذلك، معتمداً على القرار الأصلي.

•واشترط يعلون لإعادة الجثامين أن تتعهد السلطة الفلسطينية بأن يجري التشييع تحت جنح الظلام. لكن كما هو منتظر خرق الفلسطينينون تعهداتهم، فتوقف يعلون عن تسليم الجثامين. لكنه قال إنه مستعد لإعادتها مقابل تعهد من العائلات بألا يتحول التشييع إلى تظاهرة ارهاب.

•يستند رفض الشاباك والشرطة إعادة الجثامين إلى افتراض أن بقاءها في يد إسرائيل يشكل ورقة مقايضة من أجل إعادة هدار غولدين وأورون شاوول اللذين تحتفظ بجثتيهما حركة "حماس". وينطوي هذا على منطق معين. فقتلة الشبان [اليهود] الثلاثة في غوش عتسيون جاؤوا من منطقة الخليل بعد حصولهم على مساعدة "حماس" في غزة. توجد علاقة، لكن عملياً لا توجد، فحركة "حماس" في غزة لا يهمها جثامين مخربيها من الخليل.

•يتسابق الوزراء داخل الحكومة في ما بينهم على من يصعّد أكثر ويحظى بشعبية أكبر. لكن في الحقيقة لا تملك إسرائيل أوراقاً للمقايضة. فالفلسطينيون لا يقدسون مكان دفن موتاهم مثل اليهود، وهذا ليس تكبراً بل اختلاف ثقافي جوهري لا يخفف من ألم الأم الفلسطينية الثكلى، لكن حزنها لا يتركز في إقامة شاهد على قبره. إن قدرة إسرائيل على الأذى من خلال الاحتفاظ بجثامين المخربين أو على الأقل استخدامها من أجل استرجاع غولدين وشاوول، تبدو محدودة للغاية.

•في المقابل، فإن الحكومة قد تتسبب بازدياد التحريض في العلاقات الصعبة مع السكان الفلسطينيين في يهودا والسامرة، وبإيجاد سبب من دون داعٍ للمواجهات، وهي من خلال حملتها الدعائية هذه تقدم إسرائيل في صورة غير إنسانية، وستذهب هباء كل صرخات الحكومة واتهامها "حماس" وحزب الله بأنهم هم القذرون. إن هذه معركة نتيجتها هزيمة معروفة مسبقاً.

•غني عن القول إنه يجب على قوات الأمن مواصلة اطلاق النار على المخربين القتلة. ونتيجة تزايد العمليات الارهابية فقد تحول قتلهم إلى مسألة يومية. لكن يجب إعادة الجثامين في أقرب وقت من إطلاق النار بعد أن يجري التعرف إليها وإجراء الفحص الأمني والقانوني. وكلما كثر عدد الجنازات التي تجري على الفور بعد حدوث إطلاق النار كلما خفّ تأثيرها.

 

•لا يوجد رد قاطع. هناك شيء تدريجي، ويبدو أن الطريق الصحيح عملية تقودها المؤسسة الأمنية. المخربون القتلة لن يخرجوا أحياء من محاولاتهم شن هجمات في إسرائيل، لكننا لسنا في حرب معهم بعد مفارقتهم الحياة.

 

 

المزيد ضمن العدد 2244