الإرهاب الفلسطيني والتفكير بمسار جديد
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

•إن الهجمات الثلاث الأخيرة التي حدثت خلال أسبوع واحد وتسببت بجرح خمسة إسرائيليين جزء من معركة واحدة شاملة لم تُعلن رسمياً ولم يخطط لها بصورة مسبقة، يخوضها الفلسطينيون ضد إسرائيل. وتقوم بها "حماس" في غزة والسلطة الفلسطينية في يهودا والسامرة [الضفة الغربية].

•إن الردع الإسرائيلي الذي تحقق في عملية الجرف الصامد وتخوف "حماس" من مواجهة إضافية مع إسرائيل بعد الضربة المؤلمة التي تلقتها، يتجليان بصورة أساسية من خلال عدم رد "حماس" على الهجمات التي تقوم بها إسرائيل ضد أهداف تابعة لها، على الرغم من أنها ليست هي المسؤولة عن إطلاق صواريخ على إسرائيل، وإنما المسؤول هو تنظيمات تتماهى مع "داعش" وتحاول تحدي سلطة الحركة في قطاع غزة.

•هذا الردع والتخوف من رد إسرائيلي قاس فيما إذا قامت "حماس" بإطلاق صواريخ على إسرائيل، دفعا بالحركة إلى "التفكير بمسار جديد" وتغيير التكتيك. وبدلاً من إطلاق صواريخ ذات مسار منحن، اختارت "حماس" تشجيع هجمات "شعبية"، وهذا يشمل استخدام وسائل إجرامية مثل إلقاء زجاجات حارقة على سيارات ومنازل، وهجمات دهس وطعن عشوائية ضد مواطنين.

•وبذلك تضع "حماس" إسرائيل أمام وضع معقد، فهي تنشط بصورة مباشرة ضد مواطنين إسرائيليين، ليس من غزة ولا من إسرائيل، لأنها لا تطلق صواريخ في اتجاهها ولا تشكل خلايا مخربين منظمة، ولكنها تهاجمها وتهاجم مواطنيها بطرق غير مباشرة، ومن الواضح أنها هي التي تقف وراء الهجمات "الشعبية".

•سجلت موجة الهجمات في الأسبوع الماضي ارتفاعاً، ولم تعد "حماس" تختبئ وراء الغموض الذي ميّزها، وهي تحاول استغلال الحادثة التي وقعت في قرية دوما من أجل "رد مشروع على جرائم الصهيونية"، وهي بذلك تقود مقاومة غير مباشرة ضد إسرائيل من دون التسبب بتصعيد، وتبعث برسالة إلى التنظيمات المارقة التي تتحدى سلطتها في قطاع غزة، مدعية أنها تعمل "حارساً لإسرائيل" وتمنع التنظيمات من مهاجمتها. 

•ويمكن أن نضيف إلى ذلك وسائل التحريض التي يستخدمها محمود عباس من مقره في رام الله. وهو بدلاً من الثناء على رغبة إسرائيل الصادقة في المساعدة في موضوع حادثة قرية دوما والتعاون معها أكثر من أجل القبض على المسؤولين عن هذا العمل، شن حملة تشهير ضد إسرائيل و"إرهاب المستوطنين" وأجاز بسفك دمهم.

•لا ترغب إسرائيل في عملية عسكرية جديدة في قطاع غزة ولا بالدخول إلى مناطق السلطة في يهودا والسامرة [الضفة الغربية]، لكن من واجبها حماية مواطنيها. وفي ضوء هذا الواقع، فإن المطلوب رد متوازن ومسؤول، وإرسال إشارات ورسائل من وراء الكواليس إلى "حماس" مفادها أن إسرائيل تعتبر كل هجوم "شعبي" بمثابة إطلاق صاروخ سيؤدي إلى رد ضد قطاع غزة. في هذه الأثناء يتعين على إسرائيل تشديد لهجتها ضد سياسة التحريض التي تنتهجها السلطة، والعمل على توليد ضغط دولي على محمود عباس فيما يتصل بهذا الموضوع، وأن تحاول ترغيبه وترهيبه لمساعدته على تغيير سياسته.